رحلت أمس الثلاثاء الفنانة السودانية فتحية محمد أحمد (1948 – 2022) في أحد مستشفيات الخرطوم بعد صراع مع المرض، وهي تعدّ واحدة من أبرز الفاعلين في المشهد المسرحي السوداني منذ ستينيات القرن الماضي، إلى جانب عملها في الدراما التلفزيونية والإذاعية.
وُلدت الراحلة في مدينة الأبيض (580 كلم جنوب غرب العاصمة السودانية)، وتلقت فيها تعليمها الأساسي قبل أن تنتقل إلى أم درمان وتنال شهادة الثانوية العامة، ثم التحقت بكلية التمريض، لكنها لم تكمل دراستها، لتبدأ في تلك الفترة عملها في المسرح مع الفرقة التي أسّسها الفنان والشاعر إسماعيل خورشيد (1927 - 2018) وقدّمت معه عروضاً عديدة استهلتها عام 1964.
تصدّرت أحمد طليعة النساء المسرحيات في بلادها مع أسماء مثل منيرة عبد الماجد وبلقيس عوض في مرحلة كان عمل المرأة السودانية ينحصر في التدريس غالباً، وواجهت صعوبات اجتماعية في امتهان الفن، كما روت في مقابلة تلفزيونية سابقة.
وقدمت العديد من الأعمال المسرحية، منها: "خطبة سهير" من تأليف حمدنا الله عبد القادر وإخراج مكي سنادة، وقد تضمّنت نقداً عميقاً للواقع الاجتماعي والسياسي، وأدّت فيها شخصية "سكينة" التي كانت واحداً من أبرز الأدوار في مشوارها.
تصدّرت أحمد طليعة النساء المسرحيات في بلادها مع أسماء مثل منيرة عبد الماجد وبلقيس عوض وغيرهما
كذلك شاركت في مسرحيات "المك نمر" من تأليف الشاعر إبراهيم العبادي وإخراج عبد العظيم حمدنا الله، و"على عينك يا تاجر" من تأليف بدر الدين هاشم، وإخراج الفكي عبد الرحمن، و"إبليس" من تأليف خالد أبو الروس و"العروس في المطار" من تأليف محمود سراج، وكلتاهما من إخراج أحمد عثمان عيسى.
انتقلت أحمد بعد ذلك إلى العمل في الإذاعة السودانية من خلال مشاركتها في العديد من الأعمال الدرامية، إلى جانب تقديمها برنامجي "انسى وعيش"، و"ركن المرأة"، وشاركت في العديد من المسلسلات، منها "سكة الخطر" (1997) من تأليف أمين محمد أحمد وإخراج فاروق سليمان، و"الشيمة" (1999) من تأليف جعفر سعيد الريح وإخراج مجدي مكي، و"أقمار الضواحي" من تأليف عبد الناصر الطائف أحمد وإخراج قاسم أبو زيد.
على صفحته في "فيسبوك"، كتَب المخرج المسرحي السوداني حاتم محمد علي: "رحلت فنانة من ذهب. فتحية محمد أحمد.. مبدعة صنعت تاريخاً عظيماً وأكدت أنها مبدعة جاءت من الأقاصي البعيدة، وأثبتت حضورها الفعّال من خلال عظيم المسرحيات والأعمال والمسلسلات الإذاعية الدرامية والتلفزيونية".