رحيل عبد اللطيف شما: المسرح في وجوهه المتعدّدة

تنوّعت اشتغالات المسرحيّ الأردني عبد اللطيف شما (1947 - 2024)، الذي غيّبه الموت مساء أمس الخميس في عمّان عن 77 عاماً، بين التمثيل والإخراج والكتابة بجانبَيها الإبداعي والنقدي.

وقالت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجّار، في بيان أمس، إنّ "الكاتب والفنّان الراحل شما وأمثاله من المبدعين والروّاد في المسرح والتلفزيون، قدّموا على مدار عمرهم الكثير من الأعمال التي تُذكّرنا بجهود وإخلاص ذلك الجيل لقيمة الفنّ وتجاوُز تحدّياته وتحقيق بصمة جعلتهم في القلب من المُشاهد الأردني والعربي ونبضه ووجدانه"، بينما وصفه محمد العبادي، نقيب الفنانين الأردني، بأنّه "أحد أعمدة الثقافة والفنون في الأردن".

وشما، الذي حصل على بكالوريوس في الكيمياء من الجامعة الأردنية في عمّان وعمل في التعليم لفترة، كان قد انخرط في الممارسة الفنّية منذ فترة الدراسة؛ حيث بدأ مِن مسرح الجامعة مطلع الستّينيات، قبل أن يتفرّغ لاحقاً للإخراج والتأليف الدرامي والكتابة النقدية.

وشارك شما كممثّل بأدوار مختلفة في عدد من الأعمال التلفزيونية منذ نهاية السبعينيات؛ من بينها: "هارون الرشيد" (1977)، و"شجرة الدر" (1979)، و"الكواكبي" (1980)، و"سيف الله" (1981)، و"الثغرة" (1987) الذي كتب نصّه.

كما شكّل ثنائياً بارزاً مع الممثّل الأردني ربيع شهاب، من خلال أعمال مسرحية وتلفزيونية من تأليفه؛ بدايةً من مسرحية "يا أنا يا هو"، ثمّ مسلسل "عليوة والأيام" (1995) الذي حقّق انتشاراً عربياً واسعاً. وقد أعدّ كتاباً عن تجربة شهاب الذي ابتعد عن الساحة الفنّية منذ مطلع الألفية الجديدة بسبب المرض، صدر عن "الهيئة العربية للمسرح" عام 2012 تحت عنوان "بسمة المسرح".

وأعدّ المسرحيُّ الراحل وأخرج مجموعةً من المسرحيات؛ من بينها: "سكابا"، و"روزنا"، و"المنحوس"، وعدداً من المسلسلات؛ من بينها "شهناز في بلاد الألغاز" (1995)، إضافةً إلى برامج تلفزيونية جمعت بين التقديم التلفزيوني والأداء الدرامي؛ مثل: "أسامينا"، و"همّة عزم"، و"شاكرون حامدون"، إلى جانب مشاركته في أعمال إذاعية وفي دبلجة أفلام رسوم متحرّكة.

وإضافةً إلى ذلك، ألّف عبد اللطيف شما عدداً من الكتب التي اهتمّ فيها بالتأريخ للمسرح الأردني؛ من بينها: "المسرح في الأردن"، و"دراما خلّاقة"، و"الجهود النسوية في المسرح"، كما صدر عدد من نصوصه المسرحية الموجّهة للفتيان في كتاب بعنوان "لا شيء يعدل الوطن".

آداب وفنون

التحديثات الحية

حسن سامي يوسف: أن تغفل عمّا حذّرتنا منه