ذكرى ميلاد: طاغور.. شعر لتعزية العالم

07 مايو 2021
بورتريه لـ طاغور
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، السابع من أيار/ مايو، ذكرى الشاعر الهندي روبندرونات طاغور (1861 - 1941).


تتسلط الأضواء على الهند هذه الأيام في محنتها مع فيروس كورونا وقد باتت بؤرته العالمية. وإن كان للهند أن تعزّي نفسها، فلها أن تنظر في مدوّنة شاعرها الأشهر روبندرونات طاغور وقد تضمّخ شعره بالألم والحب والحكمة.

كانت أكثر الفصول مأساوية في حياته رحيل زوجته وهي في مقتبل العمر، وكان يحبّها كثيراً، فحوّلها إلى أيقونة شعرية في نصوصه، وبعدها بعض أبنائه فوالده في الفترة ما بين 1902 و1907، فجعل طاغور من شعره عنصر السلوان في عالم عدواني.

تقابل تلك السنوات الصعبة اصطدام الوطنيين الهنود بالقبضة الاستعمارية، وهو ما فرض أن يكون لشعره دور سياسي. لم يكن هذا البعد ظاهراً، ولكن نصوصه على بساطة صورها كانت تمرّر رسائل قوية مثل الانتصار للهوية الهندية على حساب رهانات التغريب الذي تنتظّر له السلطة الاستعمارية.

حين نال طاغور جائزة نوبل للآداب (1913)، كان ذلك مفاجأة حقيقية في الغرب فلم يكن شهيراً في أوروبا وأميركا الشمالية، وكان يصر على الكتابة بالبنغالية ويرتبك بشكل عضوي على بسطاء بلده رغم أصوله الأرستقراطية. لكننا اليوم نعرف أن معظم النقاد ومؤرخي الأدب قد باتوا يعتبرون أن طاغور من أكثر الفائزين بنوبل أحقية بها.

لا تفيد استعادة طاغور اليوم في تعزية الهند والعالم مع كوارث كورونا فحسب، بل أيضاً لكونه فكراً مؤسساً لرؤية تترفّع عن العنصرية والتمييز الطبقي والتعصّب الاعتقادي. بهذا المعنى، فإن طاغور لا يزال يؤدّي دوره بعد قرابة ثمانية عقود من رحيله، ليس في الهند وحده بل في مجمل العالم.

المساهمون