رحل، اليوم الأربعاء، في مدينة معسكر غرب الجزائر، الكاتب والباحث الجزائري خليفة بن عمارة (1947 - 2021)، بحسب ما أورده الكاتب والمترجم بوداود عميّر - الذي ترجم أربعة من كتبه - في حسابه على فيسبوك.
وترك بن عمارة قرابة اثنتَي عشر كتاباً تتوزّع بين الرواية والقصّة القصيرة والدراسات التاريخية.
وُلد بن عمارة في مدينة العين الصفراء بولاية النعامة جنوب الجزائر عام 1947، ودرس في ابتدائيتها، قبل أن يُغادر إلى مدينة معسكر عام 1979 ليُكمل دراسته الثانوية. وهناك، التحق بـ "الكشّافة الإسلامية الجزائرية" في الفترة بين 1960 و1970.
في السبعينيات، كتب أوّل نصّ أدبي، وهو مسرحية بعنوان "قضيّة عادلة"، ثمّ توالت أعماله الأدبية بين الرواية والقصّة القصيرة؛ ومن بينها "الانسلاخ" (1985)، و"الكلمة المخنوقة" (1990)، و"الحلم والملك" (2003)، و"يوميات ثائر" (2005)، و"قصص من الجنوب" (2014).
إضافةً إلى أعماله الأدبية، تخصَّص الكاتب الراحل في البحث في تاريخ منطقة الجنوب الغربي الجزائري التي ألّف حولها مجموعةً من الدراسات التاريخية؛ من بينها "السيرة البوبكرية" (2002)، و"لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي الجزائري منذ الأصول الأولى إلى غاية الفتوحات الإسلامية" (2002)، و"إيزابيل إيبرهارت والجزائر" (2008)، و"لمحة حول التنوّع الثقافي والبيولوجي لمنطقة عين الصفراء" (2008).
رحل بن عمارة، الذي ألّف كتبه باللغة الفرنسية، بعد أن قضى سنواته الأخيرة طريح الفراش في منزله بمدينة العين الصفراء، دون أن يلقى أيّ اهتمام رسمي، وهو الذي ظلّ مغيّباً عن المشهد الثقافي الجزائري، ربما لأنه ينتمي إلى بيئة بعيدة جدّاً عن المركز، حتّى أنّه لم يُجر طيلة مسيرته سوى حوار صحافي واحد، وكان ذلك مع مترجِمه بوداود عميّر قبل قرابة ثلاث سنوات.
في آذار/ مارس الماضي، نَظّمت "جمعية صافية كتو للإبداع الثقافي" في العين الصفراء ندوةً حول الكاتب الراحل (لم تُقم ندواتٌ عنه في العاصمة أو المدن الكُبرى) كان عميّر نفسُه من بين المتحدّثين فيها. وقد أشار في مداخلته إلى أنَّ بن عمارة، الذي شكّلت محاولةُ "إنقاذ التاريخ" هاجسه المركزي، هو "مثال عن الكاتب المُقصى والمهمّش، مثل الكثير من الكتّاب الموجودين في قرى ومدن الهامش".