في مطلع الشهر الجاري، أعلن القائمون على "مهرجان طبرقة للجاز"، الذي يُقام في المدينة الواقعة شمال غرب تونس، عن إلغاء دورته العشرين التي كان مقرَّراً أن تنطلق اليوم الجمعة، وتستمرّ حتى التاسع عشر من آب/ أغسطس. وقال المنظّمون، في بيان، إنّ "نقص وانعدام التمويلات، وعدم تعاوُن وزارتَي السياحة والثقافة جعلت من المستحيل تنظيم المهرجان بمستوى يليق بشهرته الدولية".
في مؤتمر صحافي عقدته إدارة المهرجان الثلاثاء الماضي في تونس العاصمة، عاد جلال الهلالي؛ مدير الدورة الجديدة ورئيس "جمعية التنمية الثقافية" في طبرقة إلى حيثيات الإلغاء الذي وصفه بـ"الصعب والمُؤلِم"، خصوصاً أنّ الدورة العشرين تتزامن مع خمسينية المهرجان الذي تأسّس عام 1973.
وأوضح الهلالي أنّ قرابة سبعين في المئة من ميزانية المهرجان تأتي من وزارتَي السياحة والصناعات التقليدية والشؤون الثقافية، مُضيفاً أنّ تأخُّر صرف الاعتمادات المالية من الوزارتَين، بسبب ما وصفه بالإجراءات البيروقراطية، دفع إلى تأجيل موعد الدورة، التي كانت مقرَّرة بين الثلاثين من حزيران/ يونيو والثامن من تمّوز/ يوليو الماضيَين، إلى آب/ أغسطس الجاري، قبل إلغائها تماماً.
من جهته، دعا كاتب عامّ المهرجان، أكرم القروي، إلى "تذليل العقبات الإدارية مستقبلَاً، والعمل على صرف الاعتمادات مبكراً لفائدة المهرجانات النوعية، من أجل العمل في ظروف أفضل أثناء إعداد البرمجة، وطرْح تذاكر العروض للبيع على شبكة الإنترنت مبكّراً".
كما دعا المنظّمون، خلال الندوة، إلى توجيه الاعتمادات المالية الممنوحة للمهرجان لفائدة العائلات المتضرّرة من الحرائق التي نشبت في المنطقة نهاية الشهر الماضي.
كانت المديرة العامّة لـ "المؤسَّسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنّية"، هند المقراني، عبّرت، في مؤتمر صحافي يومَ الاثنين الماضي، عن استغرابها من إلغاء الدورة العشرين من المهرجان، رغم موافقة هيئتها على تمويله.
ومن جانبه، قال المدير العام لـ"الديوان الوطني التونسي للسياحة"، نزار سليمان، في تصريحات صحافية، أنّ ثمّة إجراءات معيّنة يُفترض اتّباعها قبل الحصول على المنحة المالية، وهي إبرام اتّفاق مسبَق مع الجهة المنظّمة"، مضيفاً: "هذا مال عامّ، وله ضوابط قانونية لصرف الدعم".
وليست هذه المرّة الأُولى التي يجري فيها إلغاء تنظيم المهرجان؛ إذ حدث ذلك العام الماضي، لـ"أسباب مالية" أيضاً، ليستمرّ غيابه للسنة الرابعة على التوالي بعد توقّفه في 2020 و2021 بسبب الظروف الناجمة عن انتشار جائحة كورونا.