حلمي التوني.. الجمال قريباً من الحرية

02 مارس 2023
من المعرض
+ الخط -

منذ معرضه الأول الذي أقامه عام 1965، يرسم حلمي التوني فضاءً واحداً يتكوّن من مفردات وعناصر ورموز تنتمي إلى التراث المصري بطبقاته المتعدّدة؛ فرعونية وقبطية ويونانية وعربية إسلامية، وتتفاعل جميعها في مشهد متخيّل بات يشكّل لديه مرجعية بصرية مشتركة.

عالمان أساسيان يؤثثان لوحة الفنان التشكيلي المصري (1934)، هما الطفولة، من خلال وجوه وأجساد تشبه الدمى تتحرّك في خلفية تشبه مسرح العرائس بزخارفه وألوانه، وكذلك المرأة التي يحتفي بملابسها الزاهية وزينتها اللافتة عادة بما يذكّر بحضورها في الأساطير الشرقية، بينما لا يحضر الرحل إلا نادراً وبتكوينات ضخكمة تحيل إلى سلطته في مجتمعاتنا.

يبرز انتقاده لهذه السلطة حصراً، في معرضه الجديد الذي يُفتتح عند السادسة من مساء غدٍ الجمعة في "غاليري بيكاسو" بالقاهرة تحت عنوان "أنا حرّة"، الذي يتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري.

الصورة
من المعرض
من المعرض

في معارض سابقة، ظهرت شخصيات نسائية لهنّ جناحا فراشة يعطيها ويهمس الهدهد لهنّ، بينما يذهب في معرضه الحالي الذي يضمّ ثلاثين عملاً، إلى حالات متنوّعة لامرأة تطير بأجنحتها وتحلّق فوق الطبيعة، سواء أكانت من نسج الأحلام لا يتبيّن زمانها ومكانها، أم كانت مستمدّة من بلاده، حيث يمكن ملاحظة الأهرامات الثلاثة أو نهر النيل على سبيل المثال.

تبدو المرأة في معظم اللوحات مستسلمة للهو البريء والمرح في محيطها بين الأقمار والنجوم والورود والأشجار، أو غارقة في أحلامها أو مبتسمة في أثناء طيرانها، وغيرها من الحالات التي تشير إلى حريتها في التفكير والاختيار والتعبير عن ذاتها.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يبيّن التوني في تقديم معرضه أنه يمثّل "صيحة المرأة في كل زمان ومكان. اهتم كلّ الفنانين، وأبدعوا في تصوير جمال المرأة، وكنت واحداً منهم. ولكن، ربما اختلفت عنهم قليلاً في الجمع بين جمال المرأة وحريتها. فلا قيمة للجمال دون الحرية. ولا معنى للحرية بعيداً عن الجمال".

وتعكس ملامح هذه المرأة العفوية والتلقائية في الحركة أحياناً، وتوحي بالصلابة والقوة ورغبتها الشديدة وتمسّكها بالحياة أحياناً أخرى، في رسوم أيقونية لا تنحو إلى التكلّف والمبالغة، تهيمن عليها أجواء احتفالية لنساء بكامل زينتهن من أساور وخلاخيل وأقراط، وتحيط بهنّ أكواب المشروبات الشعبية، والبيوت القديمة والأرابيسك والزخارف أو الكتابات من حولها.

وكتَب الفنان على صفحته في فيسبوك: "هذا ليس عنوان رواية إحسان عبد القدوس الشهيرة، بل عنوان معرضي القادم، وموضوعه، كما بكل لوحاتي ومعارضي، هو المرأة، فالمرأة كانت ملهمة الفنانين عبر التاريخ والعصور، وأول تمثال بالتاريخ وُجد في كهف يمثل امرأة سمينة، ولا يتعدَّى طوله 10 سم".

يُذكر أن التوني أقام معرضه السابق في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بعنوان "عالم الصغار"، واحتوى على ثلاثين لوحة زيتية جمع خلاله مختارات من لوحاته تمثّل مراحل مختلفة من حياته في أول معرض له مخصّص للأطفال.
 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون