في معرضهما المشترك، "الجدار"، الذي افتُتح أوّل أمس الإثنين في "رواق ضفاف" بـ الرباط ويتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، يُقارب الفنّانان المغربيان الألمانيان حكيمة أوعميرة ومحمد أوعمّي فكرة الجدار من زاويتَين شخصيّتَن ترتبطان بتصوُّرات وحساسيات كلّ منهما.
المعرض، الذي تُنظّمه السفارة الألمانية في الرباط بالشراكة مع "مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج"، ينطلق من تساؤُل أساسي يتعلّق بجدار برلين الذي سقط في التاسع من تشرين الأول/ نوفمبر 1989. حينها، أعاد سقوط الجدار توحيد أوروبا بالقدر نفسه الذي توّحدت به الألمانيّتان الغربية والشرقية. "كان سقوط الجدار يعني انتصار حرية التعبير عن الرأي، وانتصار قوة القانون والحرية الشخصية". لكن "ماذا الآن، بعد ثلاثين عاماً؟"، نقرأ في بيان المعرض
يقترح المعرض إجابةً تتجاوز الجدار بمفهومه المادي؛ حيث يصطدم التبادل الثقافي بين الأمم والشعوب بعراقيل وعقبات وجدران لا حصر لها، فـ"الأسوار موجودةٌ أو تجري تقويتها بدلاً من تفكيكها في عقول وقلوب الناس". وهذه الحقيقة، تبدو، بحسب القائمين على المعرض، متناقضةً تماماً مع حقيقة أُخرى تتمثّل في تسارُع الابتكارات التقنية ووسائل التنقّل والاتصال وتدفُّق المعلومات؛ بحيث يُخيَّل للمرء ألّا "جدار" يقف في طريق التعاون والتسامح والتفاهم بين الشعوب.
من هذا المنطلق، تُحاول أعمال الفنّانَين، الذين يعملان ويعيشان في ألمانيا، بناء نقاط توُاصل وتفكيك العوائق وعبور الجدران: "نريد إنشاء أو تمكين الروابط بين الناس، والشعوب، والثقافات".
نشأت فكرة هذا المعرض كجزء من التفكير في إرث سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا. وهكذا، كانت فكرته الأساسية هي تحويل الجدران التي تمثّل عقبة تمنع الإبداع والتواصُل إلى جسور.