حكايتنا هي المقاومة

26 أكتوبر 2023
بحث عن ناجين أو شهداء بعد القصف الإسرائيلي على خان يونس في غزة، أمس الثلاثاء، (Getty)
+ الخط -

إجماعٌ على واجب المقاوَمة الثقافية. هذا ما ذهبت إليه أفكار كتّاب ومثقّفين عرب من مختلف الأجيال والمشارب ممّن استطلعت "العربي الجديد" آراءهم حول ما يُمكن للثقافة العربية أن تُقدّمه وما هي أدواتها لخدمة قضاياها وفي طليعتها قضية تحرير الأرض والإنسان التي تدور رحاها الآن في فلسطين معمّدة بدم أبنائها.



في خطابٍ لأحد قادة السكّان الأصليين لأميركا، والذين يُسمّيهم الرجل الأبيض الغاصب بـ"الهنود الحمر"، يرى بأن أحد أسباب استمرار الدمار الذي لحق بهم هو رحيل قصصهم برحيل عجائزهم، وأنّ أهم ما يمكننا توريثه لأجيالنا يُمكن تلخيصه بجملتين: "من نحن" و"ما هي حكايتنا؟". نحن الشعوب التي اعتدى عليها الصهاينة، وسلبوها أرضها، حكايتنا هي المقاومة وحُلم العودة الذي لا بدّ منه في يومٍ من الأيام.

في ما يخصّ دور الثقافة العربية في مواجهة العدوان الصهيوني ودعم المقاومين في فلسطين، أقول لطالما آمنّا بأن الكتابة هي عملية مُقاومة للنسيان ودفاع عن الذاكرة، ومن خلال الكتابة نستطيع أن نُخلّد مآسينا وانتصاراتنا، ونُسجّل سرديّتنا وحكايتنا لتأخذ مجراها للخلود.

العمل الثقافي ليس مقتصراً على العمل الإبداعي بفنّياته وأدواته فحسب، بل يتجاوزه في تسجيل المواقف وتنظيم الصفوف، وأفضل تمثيلٍ لذاك هو تسجيل العرب مقاطعتهم الواضحة، من مؤسسات ثقافية وأفراد، لـ"معرض فرانكفورت الدولي للكتاب" اعتراضاً على عدم حياديته وانحيازه للموقف الصهيوني، وإلغائه تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، وهذه الأفعال تأتي في سياق ازدواجية المعايير الغربية التي تُنافي ثوابتهم المزعومة حول المساواة والعدالة والإنسانية.

من واجب المؤسسات الثقافية والكتّاب والصحافيين العرب، العمل على حماية التراث الثقافي والعِلمي الفلسطيني، وإحياء ودعم الأدب الفلسطيني، ونشر الكتب الداعمة لموقف فلسطين، والإضاءة على ترجمات لأصوات غربية وعالمية داعمة للقضية الفلسطينية، لأصحابها وجهات نظر داعمة للحقّ الفلسطيني.

تحية إجلال للمقاومة الفلسطينية التي لقّنت الكيان الصهيوني أقسى الدروس، وأثبتت مرّة أُخرى أنّ المُقاوم لا يُهزَم، وأنها الخيار الوحيد لتحقيق العدالة لهذا الشعب.


* شاعر من العراق


هذه المادّة جزءٌ من ملفّ تنشره "العربي الجديد" بعنوان: "الثقافة العربية واختبار فلسطين... ما العمل؟".

لقراءة الجزء الرابع من الملفّ: اضغط هنا

 

المساهمون