في تسعينيات القرن الماضي، برزت مجموعة من الفرق العربية التي تبنّت موسيقى الهيب هوب، خاصة في شمال أفريقيا. وكانت ممتزجة بموسيقى الراي غالباً، قبل أن تنتشر في بلدان المشرق وتأخذ مكانتها بعد المظاهرات الشعبية التي اندلعت عام 2011.
غلب على مضامين الأغاني التي تقدّمها هذه الفرق الطابع الاحتجاجي على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي السائد، ونقد السياسات التي تتبعها الأنظمة، والتعبير عن صعوبة العيش في مجتمعات تضيق فيها حرية التعبير وتتضاءل طموحات التغيير.
حتى الحادي عشر من الشهر المقبل، يتواصل في "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" بعمّان معرض "حركة زجل" الذي افتتح في الحادي عشر من الشهر الجاري، ويركز على ثقافة فنون الشارع وتجلياتها المحلية، وتاريخ ثقافة الهيب هوب في الأردن التي تمتد لأكثر من عشرين عاماً.
يأتي المعرض في ختام مشروع "حركة زجل"؛ أحد مشاريع "تحت أرض عمان"، ضمن برنامج منصة "مصنع" التي أطلقها المتحف عام 2018، وتشتمل على أمسيات موسيقية ورقص معاصر وفنون أدائية وورش عمل في فن الغرافيتي، ومحاضرات وحلقات نقاشية ومسرح وسينما وأدب معاصر.
يتناول المعرض قصص ثقافة فنون الشارع في الأردن، مشتملا على عناصر مرئية وسمعية وأدائية وتوثيقية عن هذه الثقافة، بالإضافة إلى التجليات الفنية الناتجة عن فعاليات مشروع "حركة زجل"؛ ومنها رسومات فنون الغرافيتي والفيديو آرت وصور فوتوغرافية وتصاميم مطبوعات وأزياء ومقتنيات قديمة (أنتيكات)
تروي أعمال المعرض قصص ثقافة الهيب هوب منذ نشأتها وإلى يومنا، كما يضيء "موضوعات ثقافة فنون الشارع وتجلياتها الفنية ومنها فنون الغرافيتي والأزياء والتصوير الفوتوغرافي"، بحسب بيات المنظّمين.
يقدّم أكثر من أربعين عملاً ونشاطاً متنوعاً لفعاليات تحت اسم "تجمع العناصر" التي أقيمت منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 وطيلة العام 2022، في فضاءات المتحف، في محاولة لإبراز الهيب هوب الذي نادراً ما يحظى بالاعتراف المؤسّسي أو المكانة التي تُمنح لبقية الفنون. ونشأت ثقافة فن الشارع من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الأقل حظاً، والتي غالباً ما ترتبط بها.
ويشتمل المعرض على مجموعة متنوعة من المعروضات المتمثلة في الصور والفيديو والرسوم الغرافيتية وغيرها، لسرد تاريخ ثقافة الهيب هوب في الأردن بحيث يوضّح التحديات والإنجازات والقيم والتجليات الخاصة بها طوال شهر كامل.