جوديث بتلر: في معنى الإخضاع

02 ديسمبر 2022
جوديث بتلر عام 2012 (Getty)
+ الخط -

في عام 1997، نشرت المفكّرة الأميركية جوديث بتلر كتاباً تحلّل فيه النحو الذي تعمل من خلاله السُلطة للهيمنة على "رعاياها". الحديث هنا عن "الحياة النفسية للسُلطة: نظريات في الإخضاع". لكنْ على أهمّيته، لم يحظ هذا الكتاب بما يفيه حقّه من الاهتمام حين صدوره.

وربما يعود السبب إلى أن العمل صدر بين دفعة من الأعمال التي خصّصتها بتلر في التسعينيات لقضايا الجندر والهوية والجنس والجسد، وقد خطفت هذه الكتب الأضواء، تاركةً تحليل المؤلّفة للهيمنة والإخضاع في الظلّ نسبياً.

عن منشورات "أمستردام" في باريس، صدرت حديثاً ترجمةٌ فرنسية لـ"الحياة النفسية للسُلطة: نظريات في الإخضاع"؛ وكانت الترجمة الفرنسية الأولى لهذا العمل قد صدرت عام 2002.

الهدف الأساسيّ في عمل بتلر هذا هو تفكيك الازدواجية التي تقوم عليه السلطة، والتي تسمح لها بالبقاء، بل وتسمح لها بأن يُدافع عنها مَن هُم مقهورون بسببها أحياناً، كما هو شائعٌ في بعض شعوب منطقتنا التي تنافح عن مستبدّيها.

الصورة
جوديث بتلر

وترى بتلر أنّ العلاقة بين الذات والسلطة لا تتمثّل فقط في خضوع الأولى للثانية فحسب، بل وكذلك في أنّ السُلطة تتحوّل إلى شرطٍ وجوديّ للذات. لكنّ ما يحدث، كما تحلّل صاحبة "الذات تصف نفسها"، هو أن ينسى الفرد هذا الإخضاع، بل وأن ينكره، ضمن عملية نفسية واجتماعية مركّبة تُتوَّج بتحوّله إلى "ذات" مستقلّة.

وكما سبق للفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو أن فعل، تنطلق بتلر في تحليلاتها من باب لغوي، حيث التداخل في الإنكليزية، كما في الفرنسية، بين مفهوم الذات (subject) والإخضاع (subjection)، الذي يعني حرفياً "التذويت"، أو عملية صناعة الذات.

المساهمون