جنوب الهند.. الفوتوغراف وعلم الآثار

19 أكتوبر 2022
من المعرض
+ الخط -

حتى منتصف القرن السادس عشر، ازدهرت إمبراطورية فيجاياناغارا في جنوب الهند حيث شكّلت عاصمتها هامبي ثاني أكبر مدينة في جنوب وشرق آسيا بعد بكين، وتطوّرت فيها شبكات الطرق ومحطّات المياة والزراعة والمؤسّسة العسكرية أيضاً.

تميّزت هذه الإمبراطورية بطراز معماري خاص؛ حيث اهتمّ حكّامُها بالفنون والحرف التقليدية، ومزجوا بين أساليب البناء لدى عدد من الحضارات الهندية والسيلانية، وتميّزت بالتصميمات البسيطة مع زخارف وعناصر تزيينية مبتكرة إضافية، تعكس جوهر العقيدة الهندوسية.

حتى الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل، يتواصل معرض "هامبي: التصوير الفوتوغرافي وعلم الآثار في جنوب الهند" الذي افتتح في "المكتبة البريطانية" بلندن في السادس عشر من الشهر الماضي، ويضمّ صوراً التُقطت بين عاميْ 1857 و1970.

يضيء المعرض طبيعة المواد الخام التي استخدمتها إمبراطورية فيجاياناغارا (تعني مدينة النصر باللغة السنسكريتية)، وأهمّها الغرانيت الذي تكوّنت قطعه من الصخور المنتشرة حول نهر تونغابادرا الذي تمركزت حوله معابد الإمبراطورية وقصور حكّامها ومبانيها الإدارية.

وتوضّح الصور المعروضة كيف استُعملت حجارة الشيست الملساء في بناء معابد هماكوتا وأدانا فيربهادرا وتشاندرامايلشوار وغيرها، حيث سهّلت نعومة الحجر نحته إلى أشكال ومجسّمات والنقش عليه أيضاً، بينما استُخدم الغرانيب في بناء هياكل المعابد والمباني التي جرت تغطيتها بالجص لحمايتها من التقشّر، ثمّ طُلي بألوان زاهية.

اختلفت أنماط العمارة في إمبراطورية فيجاياناغارا عن أسلوب التاميل في الجنوب الهندي أو ناغارا التي امتزجت بالعمارة الإسلامية المغولية في شمال البلاد، منذ القرن السابع الميلادي إلى انهيار الإمبراطورية في القرن السابع عشر، حيث امتلكت خصوصية في تفاصيل معيّنة ذات علاقة بطبيعة النقوش التي ظهرت فيها خيول تقف على ساقيها الخلفيتين، أو في بناء المعبد على نحو هرمي تدرّجي تكون قمّته حادة فوق طبقات تعلو قاعدة عريضة.

تُبرز الصور زخارف نباتية في القصور، وأشكالاً غريبة (الوجوه الشيطانية،) وحيوانات مثل الإوز والفيلة، ونُقشت شخصيات بشرية أحياناً، وصُنعت الأعمدة والعوارض والعوارض الخشبية، كما تُبيّن الدمار الذي لحق بالعديد من المباني بعد هزيمة الإمبراطورية التي استمرّت حوالي ثلاثمئة عام.

المساهمون