جمال ياقوت.. حكايات تقاوم الانتحار

06 سبتمبر 2023
(من العرض)
+ الخط -

في نيسان/ إبريل الماضي، بدأ الممثل والمخرج المصري جمال ياقوت عرض مسرحيته "سيب نفسك" التي اقتبسها عن نصّ للكاتب الإسباني مارك إيجيا بترجمة نبيلة حسن، وهي مونودراما بطلتها عاملة نظافة تمتلك رأيها الخاص تجاه قضايا سياسية واجتماعية عديدة.

العمل الذي يستند إلى أسلوب غنائي استعراضي قدّمت من خلاله بطلة العمل مونولوغات تضمّنت حواراتها مع ذاتها وحواراً مفترضاً مع شخص يستعد للانتحار، كما وظّف الدمى في بعض المشاهد التي تخللتها لوحات راقصة تضمّ أغاني تعبّر عن أفكار المسرحية.

تُعرض مسرحية "سيب نفسك" عند الثامنة والنصف من مساء اليوم الأربعاء على خشبة "مسرح السلام" في القاهرة، ويعاد عرضها في الموعد نفسه خلال اليومين المقبلين. المسرحية من إنتاج "فرقة المسرح الحديث" وأداء الممثلة فاطمة محمد علي.

ينفتح العرض على شخصية عاملة النظافة التي تردّد مجموعة من الأغاني التي تدعو مضامينها إلى التفاؤل والإقبال نحو الحياة، وفي الأثناء يصعد أحدهم إلى سطح بناية مرتفعة في الشارع الذي تتولى نظافته، متأهباً للانتحار، فتبادر بالصعود إليه لتثنيه عن غايته.

وتبدأ العاملة بتقديم حججها لإقناع الرجل بالعدول عن محاولته في حوارٍ ينزع نحو السخرية بأساليب متعددة، حيث تخبره أن يؤجل انتحاره ريثما تنهي ساعات دوامها لأنه لو قام بفعلته خلال الدوام فإنها ملزمة بإعادة تنظيف الشارع وإزالة جثته، ما سيجعلها تتأخر عن موعد ضربته اليوم مع صاحبة محل ملابس من أجل شراء قميص تحلم بارتدائه منذ زمن طويل، وقد يباع القميص إذا أخلفت الموعد.

تنطلق الفنانة في حوار لا ينتهي لعلها تنجح في مهمّتها، لذلك تبدأ بسرد حكايات حول نفسها والظروف الصعبة التي تعيشها ومقتل حبيبة في ليلة زفافهما، ورفض والدها أن تواصل تعليمها رغم تفوقها وشغفها بالقراءة، كما تروي محاولة أحدهم اغتصابها، وغيرها من المشاكل التي قد تتعرض لها نساء عديدات في المجتمع المصري والعربي عموماً.

لا يتضح من مصير الذي أفلست دار نشره سوى أن فترة دوام عاملة التنظيف قد انتهت دون أن يقدم على الانتحار، الذي يظهر كذريعة من أجل أن تقصّ البطلة حكايتها.

يُذكر أن تصميم ديكور المسرحية أُسند إلى أحمد أمين، والأزياء إلى نهاد السيد، والموسيقى والألحان إلى حاتم عزت، وتصميم الإضاءة إلى إبراهيم الفرن، والاستعراضات إلى مناضل عنتر، وتصميم وتنفيذ الدمى إلى نبيل الفيلكاوي كما ألّف أشعار العمل محمد مخيمر.
 

المساهمون