"جريدة القدس": أسئلة الحداثة مطلع القرن العشرين

24 ابريل 2024
لوحة للفنان الفلسطيني خليل حلبي (1889-1964)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في 18 سبتمبر 1908، أسس جورجي حنانيا جريدة "القدس" في فلسطين، مستوردًا مطبعة لهذا الغرض بعد سعيه للحصول على ترخيص من السلطات العثمانية منذ 1899، مشيرًا إلى معاناته في افتتاحية العدد الأول.
- "جريدة القدس" نشرت مقالات تركز على الأحداث السياسية خلال فترة مضطربة، معبرة عن هوية متعددة الأبعاد للواء القدس، وتسلط الضوء على بواكير الحداثة قبل الاستعمار البريطاني.
- الكتاب "جريدة القدس وبواكير الحداثة في لواء القدس (1908-1914)" لماهر الشريف، يستكشف دور الجريدة في ترويج أسس المجتمع الحديث ويناقش الخصائص الثقافية والقومية لسكان لواء القدس، مقدمًا تحليلاً عبر عشرة فصول متنوعة.

وفي 18 أيلول/ سبتمبر 1908، أصدر جورجي حنانيا جريدة "القدس" حيث حصل على امتياز جريدة علمية أدبية، وكان قد استورد مطبعة استعداداً لتأسيس الصحيفة التي بدأ تقديم الطلبات لترخيصها من قبل السلطات العثمانية منذ عام 1899.

جاء إصدار المطبوعة الجديدة بعد إعادة العمل بالدستور العثماني، حيث صدرت في السنة ذاتها صحف عدة في فلسطين، ومنها "الكرمل" و"الإنصاف" و"النجاح" و"بشير فلسطين"، وخصص حنانيا جزءاً لا يستهان به من افتتاحية العدد الأول لرواية معاناته أثناء محاولته الحصول على تصريح بإصدار الصحيفة، كما تروي حفيدته ماري حنانيا في مقال نشرته "مجلة الدراسات الفلسطينية" سنة 2008.

"جريدة "القدس" وبواكير الحداثة في لواء أو متصرفية القدس (1908-1914)" عنوان الكتاب الذي صدر للباحث الفلسطيني ماهر الشريف، ويضيء مرحلة حساسة عشية الحرب العالمية الأولى، التي أدّت إلى انهيار الدولة العثمانية، وسيطرة الاستعمار البريطاني على فلسطين.

تركّز المقالات التي نشرتها الجريدة على الأحداث السياسية في مرحلة مضطربة كما تُظهر أعدادها المتأخرة

يطرح الكتاب عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" تساؤلاً أساسياً: هل كانت جريدة القدس أداة لترويج أسس المجتمع الحديث ولتنوير سبل بلوغه؛ وإنْ كانت كذلك، فكيف تجلت بواكير الحداثة في لواء القدس على صفحاتها؟

ويشير المؤلف إلى أنه للإجابة عن هذا السؤال سينطلق من افتراضين: أولهما أن محتويات الجريدة تبيّن أن لواء القدس عرف، منذ العهد العثماني المتأخر، بواكير حداثة، وهذا ما يفنّد مقولة فحواها أن الاستعمار الأوروبي، الذي اتخذ شكل نظام الانتداب البريطاني، هو الذي بذر بذور هذه الحداثة؛ ثانيهما أن سكان لواء القدس - وخلافاً لإحدى الأساطير الصهيونية المبكرة التي تزعم أن هؤلاء السكان لم يمتلكوا خصائص ثقافية وقومية مميّزة، الأمر الذي جعل قضية رحيلهم أو ترحليهم عن أرضهم سهلة - قد امتلكوا مثل هذه الخصائص التي ميّزتهم وجعلتهم يتجذرون في أرضهم.

غلاف الكتاب

تركّز المقالات التي نشرتها جريدة القدس على الأحداث السياسية في مرحلة مضطربة كما تُظهر الأعداد المتأخرة من الجريدة، ولا يخلو بعضها من توجيه النقد إلى بعض السياسات والمواقف التي يتخذها مسؤولون في الدولة العثمانية والدول الأوروبية، بالإضافة إلى أخبار من مدن إسطنبول وأثنيا وبرلين وفيينا ونيويورك وباريس، وعروض موجزة لبعض الروايات والكتب.

ينقسم الكتاب إلى عشرة فصول؛ الأول بعنوان "الصحافي والجريدة وسبل ارتقاء لواء القدس"، والثاني "جريدة ’القدس‘ والتعبير عن هوية متعددة الأبعاد"، والثالث "متصرفية القدس أو لواء القدس"، والرابع "مدن لواء القدس وبلدياته وحياة سكّانه الاقتصادية"، والخامس "الحياة التعليمية والثقافية والعلمية في لواء القدس".

أما الفصل السادس، فيتطرق إلى الحياة النيابية في لواء القدس بعد استئناف الحياة البرلمانية في الدولة العثمانية، وعنون الفصل السابع بـ "النشاط السياسي والاجتماعي في لواء القدس" حيث يتناول نشاط جمعيات في مجالات متنوعة نشطت في تلك الفترة، ويليه الفصل الثامن "أضواء على الحياة الدينية في اللواء"، والتاسع "الأعياد الدينية والمواسم والاحتفالات الدينية في لواء االقدس"، وأخيراً "الحياة الفنية في لواء القدس" الذي يستعرض أحوال المسرح والسينما والرسم والتصوير الفوتوغرافي والغناء والموسيقى والسيرك في المدينة خلال تلك الفترة.
 

المساهمون