جبل

27 سبتمبر 2024
إتيل عدنان/ لبنان
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعض الأثرياء لا يكتفون بالقصور والطائرات واليخوت، بل يشترون جزرًا بأكملها ليصبحوا ملوكًا بلا مملكة.
- الكاتب يفضل شراء جبل وتزيينه بالأعشاب والأشجار، بدلاً من الجزر، لأنه يرى في الجبل رمزًا للصمود والثبات.
- الجبال، على عكس الجزر، لا تنحني للعواصف ولا تخشى الطوفان، مما يجعلها خيارًا أفضل للشاعر المغربي.

لا يكتفي بعض الأثرياء بتشييد القصور وشراء الطائرات واليخوت، ليتمكّنوا في الأرض والجوّ والبحر، فمنهم من صار يقتني جزيرةً بأسرها، فيرتقي بذلك من مالكٍ إلى ملكٍ لا ينقص مملكته سوى علَمٍ ونشيد.

كمثل أحلام تطفو هادئة فوق ليل الماء تبدو الجُزر النائية، فلا ينبري لتحقيقها سوى من يطفون فوق اليابسة.

ليس في ليلي، أنا، أيُّ هزيع لأحلام كهذه. أغطس ولا أطفو. أغطس في النوم ولا أطفو على سطح الحياة إلّا صباحاً. أمّا في يقظتي، فلا تنتابني أحلام الثراء، وحتى لو كان للثراء أن يحلم بي وتحقّقت أمنيته، فإنّني أفضّل أن أشتري جبلاً وأؤثّثه بذوقي: أفرش أرضه بالأعشاب الشافية، وأغرسه بالأشجار المعمِّرة، وآتيه بالتيس والطير والأيّل من غير ما قمّة... ثمّ أتسنمه كمطيّة عظيمة، وأرنو منه إلى فقاعات اليابسة في عرض البحر...

الجبل لا الجزيرة، أيها الشاعر.
فهو لا ينحني للعاصفة ولا يخشى الطوفان.


* شاعر من المغرب

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون