ثو نغوين فان.. الفن في رثاء الطبيعة

31 يناير 2022
(من المعرض)
+ الخط -

تستكشف الفنانة الفيتنامية ثو نغوين فان في أعمال مواضيع متعدّدة تتعلّق بالاستعمار ونمط الاستهلاك وإيقاعات الطبيعة في بلادها، في محاولة لقراءة التاريخ غير الرسمي لفيتنام من خلال إعادة إنتاج روايات شفوية وأساطير وربطها بالواقع.

وتتناول في رسومها وأعمالها الإنشائية وأفلامها القصيرة نهر ميكونغ الذي ينبع من هضبة التيبت ويمرّ عبر الصين وميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا قبل أن يلتقي بالبحر في جنوب فيتنام، عبر استحضار قصائد للشاعر رابندرانات طاغور، للحديث عن وحدة الطبيعة في لحظة يتعرّض خلالها النهر للتلوّث بفعل المبيدات الحشرية ومخلّفات المصانع والمراكب التي تجري فيه والصيد الجائر.

يُفتتح مساء السبت، الخامس من الشهر المقبل، معرض جديد لثو نغوين فان في غاليري "تيت سانت إيفيس" بكورنوال في بريطانيا، ويتواصل حتى الثاني من أيار/ مايو المقبل، حيث تراكم ما تقدّمه من أعمال حول الأمن الغذائي والبيئة في ظلّ استنزاف موارد الأرض وتدميرها.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يضمّ المعرض مجموعة مختارة من مقاطع الفيديو واللوحات والمنحوتات الخاصة بالفنانة خلال السنوات الخمس الماضية، وتعود فيها إلى فكرة تناسخ الأرواح في المعتقدات البوذية حيث يبدأ الكائن حياة جديدة في شكل مادي أو جسم مختلف بعد الموت البيولوجي، وهي تختار طفلين قضيا غرقاً بسبب فيضان أحد سدود نهر ميكونغ، حيث تسكن روح الأول في أزهار تنمو بالقرب من الماء بينما تحلّ روح الثاني في دلفين.

وتعكس نغوين ثلاث محطّات من التناسخ، الأولى من منظور امراة فرنسية يعود إلى فترة الاستعمار تصف خلالها المناخ والقوارب التي تعبر النهر، مع استعراض لما توفّره الكهرباء والنقل والغذاء والاتصال بالعالم الخارجي، وتسمع بالموازاة قصائد للشاعرة مارغريت دوراس.

في المحطّة الثانية، نتتبع مشهد الفائض الجذاب للأسواق في المدن على طول ميكونغ وجبال النفايات التي تقع على ضفاف النهر، وتعبّر عنه بتنين وسلاحف منحوتة كما تجلس العائلات لتناول الطعام في نزهات يلعب خلال الأطفال حول الماء بكرة عملاقة قابلة للنفخ، حيث يظهر النهر موقعا للترفيه والتسلية لكن تحضر الأكياس البلاستيكية بوصفها مصدر تلوّث للماء، بمرافقة مقاطع من "مدن غير مرئية" لإيتالو كالفينو.

أما المحطّة الثالثة، فتستعين فان بالرسوم المتحركة من خلال العودة إلى مطبوعات للمستكشفين الفرنسيين في القرن التاسع عشر تتضمّن أناسا بلا رؤوس، وأسطورة فيتنامية حول أميرة تطلب مجوهرات مصنوعة من ندى الرياح الموسمية.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون