"تناثُر": إضاءة على المسرح العربي في أوروبا

03 يوليو 2023
من عمل لـ"تجمّع مقلوبة" السوري، الذي يتّخذ من مدينة مولهايم الألمانية مقرّاً له
+ الخط -

إذا كان المسرح الأوروبي، في كلاسيكياته على الأقل، معروفاً بما يكفي في البلدان العربية ولدى مُخرجيها ومؤلّفيها وممثّليها، فإن هذه المعرفة تقلّ إلى حدّ بعيد عندما ننتقل بها إلى الطرف الآخر، حيث ظلّت الاشتغالات العربية، وحتى الأساسية منها، شبه مجهولة لدى المشتغلين في هذا الفن.

على أن تغيّراً نسبياً طرأ بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، لا سيما وأن عشرات، وربما مئات من المشتغلين في المسرح اضطروا للّجوء إلى بلدان أوروبية، وهو ما فتح الباب منذ عام 2011 على عدد كبير من العروض التي يُنجزها فنّانون عرب في أوروبا. حتى أن أوّل عمل عربي دخل أرشيفات مؤسّسة مسرحية أوروبية عريقة، مثل "الكوميديا الفرنسية"، كان بعد اندلاع "الربيع"، والحديث هنا عن "طقوس الإشارات والتحوّلات" للسوري سعد الله ونّوس، الذي أدّته فرقة "الكوميديا" عام 2013.

في "جامعة نابولي الشرقية"، جنوب إيطاليا، تنعقد بين التاسعة والنصف من صباح الغد والخامسة من مسائه، أعمال يوم دراسيّ بعنوان "تناثُر: المسرح العربي في زمن الهجرات العالمية"، بمشاركة باحثين وطلبة دكتوراه، من فرنسا وإيطاليا.

ويسعى اليوم الدراسي، بحسب بيان منظّميه، إلى ثلاثة أمور: عقد صلات بين الباحثين في أحوال المسرح العربي بأوروبا والمشتغلين فيه؛ والإضاءة على النحو الذي تتنقّل وتُستقبل من خلاله اشتغالاتهم على الصعيد الدولي؛ وكذلك البحث في دور أعمالهم ونتائجها على المستوى الاجتماعي وتوعيتها للجمهور الغربي بأوضاع بلدانهم وأوضاع نظرائهم من اللاجئين العرب في بلدان القارّة العجوز.

وتتركّز الأبحاث بشكل أساسي على أسماء وتجارب من أربعة بلدان، هي سورية وفلسطين والعراق ومصر، حيث يقدّم عمر فرتات، ومن بعده أنماريا بيانكو، ورقتين تُضيئان على حضور المسرحيين من هذه البلدان الأربعة في فرنسا (فرتات) وفي عموم القارّة (بيانكو).

ومن بعد ذلك تُقَدَّم أوراقٌ أكثر تخصّصاً، مثل تلك التي تلقيها دانييلّا بوتينتسا حول "العملية الإبداعية في المهجر: مسرح وائل قدّور"، و"مسار مُخَلَّد راسم وإخراجه: مسرح يبحث عن البُعد الكونيّ؟" لـ أنطونيو باسيفيكو.

كما يضيء المُشاركون على جوانب لغوية وفكرية في أحوال المسرح العربي بأوروبا، كما تفعل صابرينا ساباتينو في ورقتها "كلمات المنفى: لغة المثقّف المقتلَع من أرضه"، في حين يخصّص البرنامج حصّة للوقوف على طريقة تعاطي المؤسسات الغربية مع الفنانين العرب المهاجرين، وذلك عبر إتاحته لحوار مع إستل رُفنان  وبرونيلا بوسكو، تحت ثيمة "عمل الفاعلين الثقافيين الإيطاليين والفرنسيين في نشر المسرح العربي".

المساهمون