تكريم محمد بنيس: الشعر لتصريف قلق العالم

25 مارس 2021
محمد بنيس في إلقاء شعري
+ الخط -

في مقرّها بالرباط، وفي سياق الاحتفال باليوم العالمي للشعر، كرّمت "أكاديمية المملكة المغربية"، أمس الأربعاء، الشاعر محمد بنيس (1948) على خلفية تجربته الممتدة على قرابة نصف قرن، والتي اشتبكت مع الشعر نصاً وبحثاً، لعلّنا نذكر هنا أبرز إصداراته مثل: "ما قبل الكلام" (1969)، و"مواسم الشرق" (1985)، و"هبَة الفراغ" (1992)، و"سبعة طيور" (2011).

أما على صعيد الدراسات التي اهتمّت بالشعر، فله: "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب" (1979)، و"حداثة السؤال" (1989)، و"الشعر العربي الحديث: بنياته وإبدالاتها" (في أربعة أجزاء صدرت بين 1989 و1991)، و"الحق في الشعر" (2007).

ضمن حفل تكريم بنيس، تحدّث عبد الجليل الحجمري، أمين سر "الأكاديمية المملكة المغربية"، عن تجربة صاحب "العبور إلى ضفاف زرقاء"، فأشار إلى أن الشعر لديه "معرفةٌ جعلها مدارَ ممارسة وتفكير، وقد تجاوز نصف قرن باختيارات جابت مختلف الجغرافيات الشعرية العربية والعالمية".

وفي كلمته، اعتبر بنيس أن الاحتفاء بالشعر انتصار للحياة، وقال: "بمثل هذا الفرح يكون الشعر مقاوماً للتعصّب والكراهية، ويكون تضامنا مع ضحايا المآسي في العالم"، مشيراً أيضاً إلى جائحة كورونا التي تخيّم على العالم منذ أكثر من عام.

يقول: "منذ بداية تسعينات القرن الماضي، أخذ صوت الدمار يصرخ في وجه الحياة وينهشها، ثم ها هي الإنسانية قد أصبحت موحَّدة في مأساة الجائحة التي اعتقلتنا طيلة سنة كاملة في بيوتنا ولا تزال، وهي علامة من علامات ما أصبح ينذر البشرية خلال بداية القرن الواحد والعشرين بقتامة مصيرها".

يربط بنيس ذلك بالشعر فيعتبره "أداة لتصريف قلق الإنسان عند الأزمات والشدائد"، وهو الدور الذي طالما لعبه الشعر بحسب الشاعر المغربي؛ حيث وصفه بـ"نُصب الحياة والحيوية التي تقترب منه نفوس العارفين، من الفلاسفة والمفكرين والعلماء والمتصوفة والفنانين الذين كانوا دائماً قريبين من الشعر كلما ضاقت حقيقتهم".

يقابل أهمية الشعر هذه في عالمنا اليوم تقلّص حضوره وتذوّقه وتداوله في حياة الناس، وهنا ينبّه بنيّس إلى "تغييب الشعر عن حياتنا"، وهو "ما يؤدي ليس فقط إلى فقدان الكلام الذي يُنعش الحواس، ويؤجج نارها الخلاقة وينقلنا إلى حيث اللانهاية في الرؤية والمعرفة، بل يؤدي إلى هجران اللغة ذاتها"، بحسب تعبيره.

وقرأ بنيس، خلال التكريم، عدداً من قصائده، من دون أن تغيب فلسطين عنها؛ حيث قرأ أيضاً قصيدته "أريحا".

وتزامَن التكريم مع إصدار "أكاديمية المملكة المغربية" كتابَين جديدين؛ يحمل الأول عنوان "مقام الشعر"، ويضم عدداً من الدراسات والشهادات والوثائق حول تجربته، والثاني بعنوان " "نافذة شبه مفتوحة"، ويضم مختاراتٍ شعرية لبنيس من منتصف الستينيات إلى اليوم.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون