- العالم يشهد هذا الظلم والتسلط بصمت مقهور، وكأنه محكوم بقدر إغريقي لا يمكن الفرار منه، في حين يبلغ الإنسان ذروة العجز والانحطاط.
- الأمل في زوال الهيمنة الأحادية للغرب وتحول العالم إلى نظام متعدد الأقطاب يظل بعيد المنال، لكنه الأمل الوحيد لمستقبل أفضل بعيداً عن الاستغلال والظلم.
حفنة من مليارديرات وادي السيليكون، مع حفنة من الصهاينة المسيحانيّين، مع حفنة من كهنة المجمّع الصناعي العسكري، مع حفنة من أصنام المال والأعمال.. وكلّ هذه الحفنات تحكم دول الشمال، وبجبروتها الباهظ تحكم الكثير من بلدان الجنوب: بمنطق القسر والبطش، خارج كلّ قانون أخلاقي.
العالم يرى، والعالم يسمع، والعالم يغصّ بريقه، والعالم مقهوراً يصمت، لا محالة، وكأنّه يحيا في قدرٍ إغريقي صارم، فلا يعود يرى شيئاً.
لم يبلغ بشر الله الفانون هذه الذروة من العجز والانحطاط من قبل، في جميع مراحل تاريخهم الغابر. ولا أمل حتى يدور الأفق، إلّا أن يزول القطب الأوحد عن عرشه في مستعمرة الشيطان، هناك في نيويورك وواشنطن، طاوياً زمن الغطرسة المُفرطة، ليغدو كوكبُنا متعدّد الأقطاب، وتنطوي صفحة الغرب المجرم للأبد. الغرب الذي يشتري الوقت، ويمكنه أن يغني الهراء، في ما الضبطُ التلقائي يجعله عند كثيرين، يبدو رائعاً.
الغربُ المُحتال الذي أتقن فنَّ طهو الجنوبيّين، والعيش على دم نسغهم الحيّ، قاتلاً إيّاهم بالترويع تارةً وبالتجويع طوراً، بدءاً من الصاروخ، وليس انتهاءً بالبنك الدولي.
على هذا الأمل الذي لن أراه في حياتي، أحيا وأموت، موقناً ألّا أمل سواه للآتين من بعدنا، كي لا يحيا صغيرُهم في كوكب هو بيت الخراب.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا