برهان غليون وجلبير الأشقر: عن الغرب وازدواجية المعايير تجاه فلسطين

27 فبراير 2024
طفلان فلسطينيّان يبحثان عن ملاذ من القصف الصهيوني في رفح، 25 شباط/ فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

"فلسطين والغرب: ازدواجية المعايير" عنوان ندوة نظّمها، السبت الماضي، "منتدى التفكير العربي" في لندن، بمشاركة الباحثَين جلبير الأشقر وبرهان غليون، وتقديم الكاتب والباحث الفلسطيني عاطف الشاعر، وبُثّت عبر حسابات المنتدى على وسائل التواصل الاجتماعي.

قدّم للندوة سفير فلسطين في بريطانيا، حسام زملُط، الذي أوضح أنّ "ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني، اليوم، هو عملية إبادة جماعيّة بكلّ معنى الكلمة، وبتواطؤ دُولي، فإسرائيل ما كانت لتتمكّن من فِعل كلّ هذا لولا الدّعم الغربي بالسلاح والمال". 

وتابع: "في مقابل هذه الوضعيّة، علينا تحويل العجز إلى إرادة وتغيير، رغم النكبة المستمرّة منذ عام 1948. وعلينا إيقاف المجزرة الآن، وضمان عدم تكرارها، ومحاسبة المُجرمين"، لافتاً إلى أنّ "العدوان كشف عورة النظام الدولي، وأنّ المعركة معه تبدأ بالكلمة قبل الرصاص، فالعالَم وضع إسرائيل فوق أيّ اعتبار، وبالتالي علينا إعادة ترتيب أمورنا حتى تكون هذه الحرب آخر النكبات وأوّل الحرّية".

"إسرائيل" مليشيا لخدمة الغرب، ولو لم تكن لعَمِل على إيجادها

وأشار أستاذ عِلم الاجتماع والباحث السوري بُرهان غليون، في حديثه، إلى "حالة تماهٍ كُبرى بين إسرائيل والدول الغربيّة، منذ اللحظات الأُولى لعملية 'طُوفان الأقصى'. كما أنّ مقولة 'يحقّ لإسرائيل الدفاع عن نفسها'، تنطلق من، وتتأسّس على مُصادرة حقّ الآخرين بفعل الشيء نفسه في وجه آخر مُستعمِر في التاريخ الحديث".

وتناول صاحب "عطب الذات: وقائع ثورة لم تكتمل" (2019) جذور "المسألة اليهودية" في عصر الحداثة الأوروبّية، التي كانت الهجرة إحدى الإجابات عن هذه المسألة، ومن ثمّ فكرة الإبادة التي أقدم عليها النازيّون، وهناك من نادى بإقامة الدولة القومية على يد الصهاينة، و"من هنا نشأ دورٌ وظيفيّ لإسرائيل لصالح خدمة القوى الاستعمارية، فحتى لو كانت الصهيونية تريد حلّاً سلميّاً بينها وبين العرب، في ذلك الوقت، لرفض الأوروبيون والأميركيون ذلك. فإسرائيل هي مليشيا لخدمة مصالح الغرب".

وتابع: "الغرب ليس مصطلحاً هوياتياً، بل جيوسياسي، فيه قوىً مُهيمنة على النظام السياسي، وأُخرى مُناهضة لما نراه اليوم، تحتجّ في الشوارع تنديداً بالإبادة، هناك شرخ بين الرأي العام وبالأخصّ فئة الشباب والحكومات". وختم حديثه بالعودة إلى الراهن، حيث "انجرف الكثير من العرب إلى التطبيع، بدل مواجهة الاحتلال وتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا ما أدّى إلى 'طوفان الأقصى'".

أمّا الباحث اللبناني جلبير الأشقر، فأكّد "أنّنا أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأمام جماعة مُجرمة على رأس السلطة في إسرائيل هي الأكثر تطرُّفاً، تتمنّى أن تستكمل ما بدأته في غزّة بالضفّة الغربية"، معتبراً أنّ "ما هو أكبر من حجم القتل، هو حجم التدمير وإزالة معالِم غزّة الفلسطينية، فما جرى إسقاطُه على القطاع تعدّى قنبلتين ممّا أُلقي على هيروشيما. ويتعدّى ثلاثة أضعاف ما جرى في دريسدن".

ولفت صاحب "الشرق المُلتهب: الشرق الأوسط في المنظور الماركسي" (2004) إلى أنّ "هذه أوّل حرب مُشتركة بين الصهاينة والولايات المتّحدة، التي كانت على الأقلّ تدّعي الحِياد في الحروب السابقة؛ حيث نرى اليوم جسراً جويّاً مستمرّاً حتى هذه اللحظة، وهذا أكبر دليل على نفاق الولايات المتّحدة. لكنّ كلّ ما سبق ما كان ليحدُث لولا التواطُؤ العربي، فماذا لو أشهرت الدول العربية سلاح النفط، ألم تكن لتقف هذه الحرب؟".

وختم حديثه: "لا يُمكن فَصْل قيادة المعركة وتوجيهاتها الإعلاميّة ولغتها عن الخلفيّات الاستشراقية السائدة في الغرب. كما أنّ الكَيل بمكيالَين وصل إلى حدّ غير مسبوق في الغرب، وحسبنا لو نظرنا إلى خطابه في أوكرانيا وخطابه في فلسطين. سوى ذلك فإسرائيل اليوم تُراهن على عودة ترامب لإعطائها ضوءاً أخضر ولاستكمال ما بدأت به، من أجل الانتقال بمعركتها الوحشية إلى الضفّة الغربية، ولإنشاء محور عسكري صهيوني أميركي بالتواطؤ مع بعض البلدان العربية".

 

 

المساهمون