باية محيي الدين.. استعادة في مرسيليا

07 اغسطس 2023
من المعرض
+ الخط -

منذ نهاية العام الماضي، أقيمت عدّة معارض استعادية للفنانة الجزائرية باية محيي الدين في عدد من المدن حول العالم، حيث نظّمت "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة، معرضاً بعنوان "استكشاف الألوان والطبيعة"، اختُتم في آذار/ مارس الماضي، بموازاة معرض آخر أُقيم في الفترة ذاتها بـ"معهد العالم العربي" في باريس، بعنوان "باية: النساء في حديقتهنّ".

فاطمة حداد (1931 - 1998) التي اتّخذت من باية اسماً فنياً، أقامت أُولى معارضها عام 1947، ومنذ ذلك الوقت أصبحت من أبرز الفنانين الفِطْريِّين في العالم العربي، حيث طغت الزخارف الشرقية والنساء والطيور والنباتات بألوانها الساطعة، وتكويناتها البدائية على معظم أعمالها.

استعادة ٌثالثة تُقام للفنانة، يحتضنها "متحف الفنّ الحديث والمعاصر" في مدينة مرسيليا الفرنسية، بمعرض استعادي يحمل عنوان "باية: بطلة جزائرية في الفنّ الحديث" الذي افتُتح في الرابع من الشهر الماضي، ويتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل، ضمن "مهرجان مرسليا".

الصورة
باية محيي في مرسمها، من المعرض
باية محيي في مرسمها، من المعرض

يسعى المنظّمون إلى إبراز دور باية على خارطة الحداثة الفنّية في الجزائر، من خلال الإضاءة على تجربتها الممتدّة لحوالي نصف قرن، مروراً بفترة انقطاعها في الستينيات لسنوات، قبل أن تعود للرسم، حيث أدخلت عناصر جديدة إلى اللوحة، أهمّها الآلات الموسيقية.

يركّز المعرض على رؤية للثقافة كمصدر للتحرُّر والفردي، وأداة للانفتاح على العالَم وتنوّعه، كما تعكسه الوثائق المعروضة مثل رسائل كتبتها باية، وأرشيف المقالات الصحافية حولها محفوظة في "الأرشيف الجزائري" بالجزائر، إلى جوار أكثر من مئة عمل تستعرض فرادة التجربة وتنوّعها بين الرسم والخزف والنحت.

ينقسم المعرض إلى جزء أول؛ يضمّ حوالي أربعين لوحة تنتمي إلى فترة الأربعينيات، وجميع لوحات الغواش، وجزء ثانٍ يتضمّن مجموعة مختارة من الوثائق التاريخية غير المنشورة، وجزء ثالث يحتوي مجموعة كبيرة من لوحاته ومنحوتاته من عام 1945 إلى عام 1998، مُرفقة بأحدث التحليلات التاريخية والجمالية حول أعمالها.

توضّح الأعمال الفنية لباية مؤثّرات متعدّدة عربية وأمازيغية وأفريقية، شكّل اللون عنصراً أساسياً في تكوينها، وأهمّ شخصياتها نساءٌ بملامح تُذكّر بالمنمنمات العربية والفارسية القديمة، إلى جانب عناصر طبيعية تُحيل إلى المغرب العربي وتضاريسه.
 

المساهمون