"انكسار أو سلطة الموت".. مسرحية تصوّر العنف ضد المرأة

22 اغسطس 2023
من العرض
+ الخط -

بين الأغاني الحزينة، وأكاليل الورود، وصيحات الأصدقاء والأقارب، تنهض امرأة من مدينة أواكساكان المكسيكية، من السكان الأصليين، تقوم من جنازتها، وتمشي بين الحشود، تعبر أمامنا في مشهدٍ أقرب ما يكون إلى الحلم، طريقاً طويلاً. تحيي كل من تمرُّ بجانبه، تصافح أهلها وصديقاتها، تنظر في عيون الحشود، وكأنّها تقول لهم إنها ميتة، لكنها ليست ميتةً طبيعية، بل ميتة قتل وجريمة.

هذه هي حبكة العرض المسرحي الفردي "انكسار أو سلطة الموت" التي تقدّمه الممثلة المسرحية المكسيكية دارلينغ لوكاس، والذي تعرضه على خشبة "المسرح الثقافي" في العاصمة المكسيكية، لغاية الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل. 

تنطلق الممثلة المكسيكية من وقائع قصة حقيقية حدثت مع شابةٍ تدعى ليسفي بيرلين أوثوريو، عُثر على جسدها بلا حياة في مبنى "الجامعة الوطنية المكسيكية". سرعان ما تعامل الإعلام مع حادثة الموت على أنّها قضية انتحار، ولكن تبيّن أنها جريمة قتل مرتبطة بقضية العنف الذي يمارس ضد النساء في المجتمع المكسيكي. 

من مسرح معتم للغاية، تسير الممثلة المكسيكية على طريق قد يبدو للوهلة الأولى متعرّجاً، وطويلاً، وقاسياً في إشارة واضحة إلى معاناة المرأة في مجتمع ذكوري لا يتوقف عن قتل النساء، ليس بالمعنى المجازي للكلمة فحسب، بل بالمعنى الجسدي أيضاً. 

بالنسبة لعنوان العرض "انكسار أو سلطة الموت"، هو مستوحى من مفهوم الفيلسوف الكاميروني أخيل مبيمبي، الذي يتحدث عن سلطة الموت كقوة منتشرة ومحيّرة، ليس كنموذج خاص بدولة معينة فحسب، بل كسلطة اقتصادية للموت تحدد من عليه أن يعيش ومن عليه أن يموت. "لا شك أن المجتمع الذكوري في المكسيك، بما في ذلك السلطات والدولة التي تقف عاجزة أمام جرائم القتل التي ترتكب بحق النساء، قد قرر أن النساء هن من يجب أن يمتن"، تقول الممثلة المكسيكية. 

وصحيح أن العرض يتناول سيرة الفتاة التي قتلت في صرح الجامعة، لكنه يتحدث بشكل عام عن جميع جرائم القتل التي ارتكبت بحق النساء المكسيكيات، سواء كن من السكان الأصليين أم لا، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال اللصاقات التي كُتبت عليها أسماء العديد من النساء المقتولات. 

"هذا هو الفن في نهاية المطاف، طريقة للتعبير عن القضايا الاجتماعية، وليست هناك قضية أسمى من الوقوف مع المرأة في كفاحها ضد مجتمع ذكوري"، تقول لوكاس.

المساهمون