المُقاطعة في الأردن.. حملات شعبية تُعزّز ثقافة مناهضة التطبيع

12 مارس 2024
مظاهرة في عمّان دعماً للحقّ الفلسطيني، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

نظّمت "حملة مقاطعة إسرائيل" في لبنان، مساء السبت الماضي، ندوةً بعنوان "مقاومة التطبيع في الأردن في ظلّ حرب الإبادة في غزّة وتحدّيات المواجهة"؛ بُثّت عبر منصّة "زووم"، وشارك فيها كلٌّ من المنسّق العام لـ"الحملة الوطنية الأردنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني"، الكاتب والناشط هشام البستاني، والناشط محمد العبسي، وأدارتها مجدولين درويش.

انطلق البستاني في مداخلته من تبيان أنّ "وصول التطبيع إلى ملفّ الطاقة يُحوِّله إلى حالة مُعقّدة، لأنّه يصبح مرتبطاً بأمور معيشية مباشرة في حياة المُواطن العربي، ويضع مصيره بيد عدوّه، خاصة حين يتحكّم بهذه الاتفاقيات مجرمو حرب الإبادة في غزّة اليوم"، وتابع: "اتفاقية الغاز وما ترتّب عنها من تبعات سياسية واقتصادية، تعني تكبيلاً كاملاً لصانع القرار السياسي وجعله مُقيّداً وغير قادر على الكلام في الأزمات الكبرى، وهذا ما نشهده اليوم بشكلٍ واضح".

وأضاف البستاني: "هناك قرار أميركي بمنع استثمار الدُّول العربية لثرواتها إن لم يرتبط ذلك بملفّ التطبيع. وإن كانت حملات المقاطعة الشعبية تتقدّم وتُحقِّق نتائج ملموسة على الأرض، فذلك لأنّها تقع في حيّز مباشر وواضح ويُمكن تنفيذه. أمّا الاتفاقيات الكبرى فمواجهتها تتطلّب عُمقاً في الأداء، ولا تخلو من الصعوبة في التنفيذ لأنها تطوّق أول,يات الحياة ومصادرها".

 

لا يزال الأردن مُلتزماً على المستوى الشعبي بمسألة المقاطعة

وأكّد صاحب "الكيانات الوظيفية" (2021) أنّ "حملات المقاطعة مُنخرطة مع القطاعات الشعبية في الاحتجاج المستمرّ، والتأشير على مسؤولية أصحاب القرار، ومستمرّة في محاولات إسناد غزّة بكلّ الوسائل، ومن أهمّها قطع التمويل المُتحصّل من خلال اتفاقيّة الغاز التي تذهب أموالها مباشرة لدعم الاقتصاد الصهيوني، وشراء الأسلحة التي تقتل الشعب الفلسطيني، وكذلك محاولة قطع الجسر البرّي بشكل فوري".

بدوره، أشار الناشط محمد العبسي إلى أنّ "تصدير الخضار إلى الكيان المُحتلّ ليس جديداً، وقد سبق للحملات الشعبية أن أدانت ذلك، فكلّما ازداد التصدير ارتفعت أسعار المنتجات في السوق الأردنية، والأمر لا يتوقّف على الخضار، حيث سيتمّ تجديد اتفاقية شراء المياه من الكيان المحتلّ، التي أُبرمت عام 2021، في الشهر المُقبل. وبالتالي فقد وضعنا الملفات الحيوية تحت تصرّف الاحتلال ليستخدمها كيفما يشاء، وهذا امتياز أُعطي مجّاناً حتى يبتزّنا من خلاله".

وفي المقابل، أكّد العبسي أنّه "على المستوى الشعبي، ما يزال الأردن مُلتزماً إلى أبعد حدّ بمسألة المقاطعة، حيث نشهد إرساء ثقافة جديدة أكثر حساسيّة ولم تكُن بهذا التوسُّع سابقاً، ولم يعد الحديث عنها مُستهجَناً كما كان في السابق"، كما أوضح أهمّية رَبْط نضالات الشعوب العربية ببعضها؛ "إذ لا يُمكن التقدّم في المقاطعة على مستوى دولة واحدة، وإن كانت هذه الشعوب ترضخ لحكومات هي الأخرى مرتبطة باتفاقيات تطبيعية وأمنيّة".

المساهمون