إنّنا في الجزائر، أوائل القرن السادس عشر. تحديداً عام 1516، حيث سيضطرّ الملك سليم التومي إلى طلب العون من القرصان بربروسا، أو ذي اللحية الحمراء، كما يُلّقب. سيلبّي القرصان الطلب، وسيخوض المعارك واحدةً تلو الأُخرى مع قراصنته الصعاليك ومحاربيه الأشدّاء. وسيتمكّن مع قوّات الملك سليم من تحرير البلاد من طغيان الإسبان ودحرهم.
بعد دحر الإسبان كان من المفترض أن يرحل بربروسا مع قراصنته إلى سُفنهم وحياتهم العنيفة في عرض المتوسّط، إلّا أنّ عروج بربروسا سيطمع في السيطرة على البلاد، ويُقرّر البقاء مع قوّاته في الجزائر. ويُشاع أنه قتل الملك سليم، وحاول أن يتزوّج من زوجته الملكة زفيرة، التي تُقرّر أيضاً البقاء في البلاد والصمود؛ وهو ما يجعلها رمزاً للنضال ضدّ عروج وعصابته في عيون أبناء شعبها.
هذه هي أحداث فيلم "الملكة الأخيرة" (2022) للمُخرجَين الجزائريَّين دميان أنوري وعديلة بن ديمراد، والذي سيعرض في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في مقرّ "البيت العربي" بمدريد.
الفيلم الذي تبلغ مدّته 110 دقيقة تليه جلسة نقاش وحوار مع ميغيل آنخيل بوينس، أستاذ التاريخ والمتخصّص في الإمبراطورية العثمانية وتاريخ البحر الأبيض المتوسط في العصور الوسطى، حيث سيناقش الباحث فصلاً من التاريخ القديم للجزائر، عبر شخصية زفيرة، التي لا يزال هناك حتى الآن شكوكٌ في وجودها الحقيقي.
وعلى الرغم من مشاركة الفيلم في العديد من المهرجانات، كـ"مهرجان مالمو للسينما العربية" في دورته الثالثة عشرة (28 نيسان/ إبريل - 4 أيار/ مايو الماضيَين)؛ حيث نالت فيه بن ديمراد، جائزة أفضل ممثّلة عن دور زفيرة، إضافة إلى مهرجانات أُخرى، فقد تعرّض، أيضاً، لكثير من النقد حول مصداقية الأحداث التاريخية التي يتناولها، لا سيما تلك المتعلّقة بشخصية زفيرة نفسها، وتالياً الاستعانة بالخارج مثل الإسبان وتسليم البلاد للعثمانيين.
وكان الفيلم قد نال استحساناً في صالات السينما الإسبانية لاسيما أنه أعطى، كما وصفه النقّاد، دوراً مهمّاً للمرأة الجزائرية في صياغة تاريخ بلادها.