المشهد الثقافي الجزائري: وداعات بالجملة

28 يوليو 2021
من الجزائر العاصمة، 2020 (Getty)
+ الخط -

في أقل من أسبوع، فقد المسرح الجزائري ثلاثة مِن وجوهه، كان آخرها المسرحي أحسن عسوس الذي رحل السبت الماضي متأثّراً بإصابته بفيروس كوفيد 19.

بدأ عسوس تجربته المسرحية في مدينة سيدي بلعباس، غرب الجزائر، خلال السبعينيات ممثّلاً ومساعداً للمخرج كاتب مالك الدين، قبل أن ينضمّ عام 1978 إلى "فرقة النشاط المسرحي" التي أسّسها الكاتب الراحل كاتب ياسين، ويشارك في عددٍ من عروضها المسرحية؛ مثل "فلسطين المخدوعة"، و"حرب ألفي سنة"، وسلاطين الغرب".

كما شارك، رفقة زوجته الممثّلة فضيلة عسوس، في تأسيس "مسرح لاماليف" الذي أنتج من خلاله عدّة مسرحيات؛ من بينها: "فالصو" و"نون" للمخرج عز الدين عبّار، وأخرج بنفسه مسرحيات أُخرى مثل "غبرة الفهامة" (2007)، إلى جانب توليه إدارة "المسرح الجهوي" في سيدي بلعباس.

ويوم الثلاثاء الماضي، رحل الممثّل المسرحي إدريس شقرون. وفي سطيف، شرق البلاد، رحل الخميس الماضي الممثّل والمخرج المسرحي عبد المالك بوساحل عن 56 عاماً، بعد إصابته بالفيروس. وُلد بوساحل عام 1965، وعُرف بنشاطه في مسرح الهواة منذ نهاية الثمانينيات؛ حيث شارك في تأسيس "تعاونية مسرح سطيف"، وشارك في عدّة أعمال مسرحية؛ من بينها: "الديناصورات"، و"شاقس باقي"، و"بارود باشا"، و"الجيفة".

وتُضاف إلى تلك الوجوه مجموعةٌ من الأسماء الثقافية التي رحلت في الأيام الأخيرة متأثّرة بالفيروس، من بينها الناقد السينمائي والمختص في التراث عبد الحكيم مزياني، والخطّاط علي مشطة.

وتعيش الجزائر، منذ أيام، موجةً ثالثة من جائحة كورونا، سُجّل خلالها ارتفاع غير مسبوق في أعداد المصابين بفيروس كوفيد 19، حيث بلغ عددُ المصابين في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 1927 حالة جديدة و49 حالة وفاة، وهي أعلى حصيلة تُسجّل في البلاد منذ بدء الوباء في آذار/ مارس الماضي.

ويقابل ذلك ضعفٌ في الاستجابة لدعوات التلقيح ضدّ الفيروس، ما أدلى ببعض المؤسسات إلى إطلاق حملات للتلقيح، من بينها تلك التي أطلقتها وزارة الثقافة في "قصر الثّقافة مفدي زكريا" لصالح المنتمين إلى الحقل الثقافي، ويُنتظر أن تستمر حتى يوم غد الخميس.

المساهمون