في مؤتمره الذي ينطلق صباح السبت المقبل بعنوان "اللغة العربية لوارثيها: قضايا ومقاربات" ويتواصل لثلاثة أيام، يضيء "معهد الدوحة للدراسات العليا" في العاصمة القطرية، تجارب عديدة في تدريس العربية لا تزال غائبة وغير منظورة للمشتغلين في هذا المجال.
يناقش المشاركون محاور عديدة منها مفاهيم اللغة العربية لوارثيها، وخصائص اللغة العربية لوارثيها عند ثنائيِّي اللغة، وإشكاليات وتحدّيات تعليم اللغة العربية لوارثيها، وسياسات اللّغة العربية لوارثيها: داخلياً وخارجياً، وجهود الأهالي والمنظّمات والمدارس، ودور الجامعات وإسهاماتها، والفرص الاقتصادية لتعليم اللغة لوارثيها، وعلاقة وارثي اللغة بالهوية.
ويشير بيان المعهد إلى أن المؤتمر يسلّط الضوء على واقع تعيشه شريحة اكتسبت اللغة العربية من العائلة، بينما تعيش واقعاً لغوياً مختلفاً في المدرسة والحياة خارج المنزل. يخلق هذا الواقع مفارقة يجد وارث العربية نفسه فيها يتكلّم لغة في المنزل ويدرس ويُمارس أنشطة حياته الخارجية بلغة أُخرى. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة ظلّت مُنحصرة - على العموم - لزمن غير بعيد بالجاليات العربية التي تعيش في المهجر، إلّا أنّها تفشّت مؤخّراً في الدولة العربية بعد انتشار المدارس الدولية لاعتبارات عديدة.
يضيء المؤتمر واقعاً تعيشه شريحة اكتسبت العربية من العائلة بينما تعيش واقعاً لغوياً مختلفاً في المدرسة والحياة
كما يوضّح بأنه "لا ينحصر التدليل على أهمّية المؤتمر بعدد المداخلات المجدولة على جدول أعماله؛ فتنوُّع زوايا التناول والتخصّصات الحاضرة للمُداخلات الـ 51 تعكس اهتماماً واسعاً بهذه القضية وعُمقاً معرفيّاً يرتبط بها. يُسائل المتحدّثون في يوم المؤتمر الأول "وارثي اللغة" مفاهيمياً، من خلال مُداخلتَي: "خصائص اللغة العربية كلغة أقلّية وتراثية" للعباس بن مأمون، و"غرباء في ديارهم" لهنادا طه. من جهته، يحاول دان ديفيدسون الإجابة عن سؤال: "ما هي ميزة وارثي اللغة؟" عبر دارسته لبرنامج الانغماس اللغوي، "فلاجشيب"، للّغات العربية والصينية والروسية.
تقارب جلسات اليوم الثاني الكفايات والمنهج يَفتتحها إدريس الشرقاوي بورقته "تعليم اللغة العربية لوارثيها: التحدّيات واستراتيجيات اكتساب اللغة"، وتليه جلسة ثانية لسيلفينا مونترول التي تتحدّث عن "دعم اكتساب اللغات لوارثيها في أهمّ المراحل".
كما تتناول الجلسات المسائية دراسات حالة خارج العالَم العربي وفيه تُغطّي واقع وارثي اللغة في أميركا، وهولندا، وفرنسا، وكندا، والبوسنة والهرسك، والإمارات، والأردن. وتقارب جلسات اليوم الثالث وارثي اللغة الموضوع منهجيّاً وتذهب حتى التفكير بدور الذكاء الاصطناعي في تعليم العربية.
ويشارك "مركز اللغات" و"برنامج اللسانيات والمعجمية العربية" في "معهد الدوحة للدراسات العليا" تجربتهما ومقاربتهما وأبحاثهما حول وارثي اللغة، عبر مداخلات: "مزج استراتيجيات اكتساب اللغة وتعلّمها لوارثها" لمدير "مركز اللغات" علاء الجبالي، و"دمج وارثي اللغة في فصول العربية لغة ثانية" للباحثة في "مركز اللغات" رنا سبليني، و"معضلة تقويم الكفاءة اللغوية لوارثي اللغة" لفؤاد القيسي.
ويُقارِب أيضاً أساتذة "برنامج اللسانيات والمعجمية العربية" وارثي اللغة لسانياً وتراثياً؛ عبر مداخلاتهم: "العربيّةُ: الهُويّة والقضيّة بين الوارث والموروث" لرئيس البرنامج مهدي عرار، و"العربيّة لوارثيها: في إشكالات المصطلح وتطبيقاته" لنائب رئيس المجلس العِلمي لـ"معجم الدوحة التاريخي" حسن حمزة، و"مقاربة تخاطبيّة في دراسة الصرف الدلاليّ وتدريسه لوارثي اللغة العربيّة" لمحمد يونس، و"مفهوم اللغة العربية لوارثيها: خارج البناء الاستعماري للغة، مقاربة ديكولونيالية" لأشرف عبد الحي.