القصائد لا تُؤلَّفُ ولا تُكتَبُ...
القصائد لا تُؤلَّفُ ولا تُكتَبُ...
إنّما، كحورياتِ البحرِ
في الليالي المقمرة
تعبرُ من المياه العميقةِ إلى الشاطئِ...
إنمّا في غبشِ الفجرِ
تعبرُ من سياجاتِ الحقول...
أو تهبطُ على سطوح البيوتِ
تطوي المناماتِ
ترشُقُ النائمين على السطوحِ
بماء النجوم
... إنّما عاريةً
في آخر الليلِ تقطعُ مسرعةً
من شوارعَ خلتْ من عابرين...
...
...
القصائدُ لا تُؤلّف ولا تُكتبُ،
... كل ما تفعلهُ أنكَ
بينما تعبرُ،
أو بينما تجلسُ
على أفاريزِ السطوحِ
تأخذُ لها، أو تأخذُ عنها
رسوماً سريعة
■ ■ ■
صمت
سنتحدّثُ طويلاً...
نتركُ وراءنا هذا الصمتْ
سنصمتُ طويلاً...
كيف عدنا به، على أكفّنا،
كما نعود بعصفورٍ محمولٍ على الأكُفِّ
هذا الصخَبْ...
■ ■ ■
الذين تحبّهم
الكائناتُ التي تقف في صفوفٍ
متنكّرةً كأشجارٍ...
الأشجارُ التي ترصفُ الطريق إلى آخر العالم
كلّما مرّ من أمامها أحدٌ ينحني...
كلّما انحنت أشجارٌ على رؤوس النائمين:
جئنا من أريحا
جئنا من حلب...
...
...
الذين تحبّهُم لا يذهبونَ
يعيشونَ في انهياراتٍ من ذهبِ الشمس..
أينما ذهبتَ رفعوا قمصانهم على عُصيٍّ
من أغصان الحَورِ
أو نشروا قمصانهم على الحبالِ
كيما تجفَّ في شمس آذارَ
الذين تحبّهُم لا يذهبونَ
وفي الليلِ لا ينامونَ
يتقلّبون حتى الساعات الأخيرة من الفجر
...
كلّما مات أحد قلنا: لا يموتُ...
إلى أين إذن تذهبُ
هذه القبور التي تشبه قواربَ
بلا بحارةٍ ولا أشرعة!
* شاعر من سورية