الفن التشكيلي اللبناني: المشهد زمن الاستعمار

13 فبراير 2022
(لوحة لـ داود قرم، من المعرض)
+ الخط -

ظهرت أولى ملامح الحداثة التشكيلية في لبنان منذ نهاية القرن التاسع عشر مع بروز أسماء مثل خليل الصليبي وحبيب سرور وجبران خليل جبران، الذين توجهوا إلى رسم المناظر الطبيعية على نحو أساسي، وتركوا تأثيرهم الواضح على الأجيال اللاحقة.

"مشهد الفن التشكيلي في لبنان 1920-1948" عنوان المعرض الذي افتتح في "متحف نابو" شمال بيروت، في الخامس من الشهر الجاري ويتواصل حتى نهايته، حيث يوثّق لمرحلة نمت فيها المدرسة الانطباعية في أعمال تشكيليين لبنانيين، وعدد من الفنانين الأوروبيين الذين أقاموا في لبنان خلال فترة الاستعمار الفرنسي.

تُعرض لوحات الفنان داود قرم (1852 – 1930) الذي يُعرف كأب للفن الحديث في لبنان، حيث جرب العديد من الأساليب الفنية كالطبيعة الجامدة والمناظر الطبيعية والمشاهد الحياتية ورسوم الشخصيات الدينية، كما رسم شخصيات من بيروت باستخدام الزيت على القماش بشكل أساسي، إلى جانب الباستيل على الورق، مع تركيز على ملامح الموقع الاجتماعي والمهني للأفراد.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

إلى جانب لوحات حبيب سرور (1860 ــ 1938) الذي توجّه إلى رسم الطبيعة في معظم لوحاته خارجاً على الرسم الديني وإن ظلّ أثره حاضراً في أعماله، وكذلك خليل الصليبي (1870 – 1930) الذي عرف برسمه البورتريهات بشكل خاص، وجبران خليل جبران (1883 – 1931) الذي تلقّى تعليماً أكاديمياً في باريس وترك أعمالاً عديدة بالألوان المائية.

وتُعرض أيضاً أعمال جيل المدرسة الانطباعية اللبنانية أمثال مصطفى فروخ المعروف بغزارة إنتاجه حيث نفّذ آلاف اللوحات، وعمر الأنسي الذي كان له دوره البارز في تدريس الفنون في لبنان والأردن أيضاً، وصليبا الدويهي الذي اشتهر بانطباعيته في تصوير مشاهد من الريف اللبناني، وقيصر الجميل برسوماته التي تنوّعت بين البورتريه والطبيعة الصامتة.

على هامش المعرض، أطلقت الأكاديمية والناقدة مهى عزيزة سلطان كتاباً بعنوان "الفنّ في لبنان من الانتداب الفرنسي إلى الاستقلال: 1920- 1943" يوم الافتتاح وفيه تقدّم بانوراما للدور الذي لعبه الفن التشكيلي، وما يبرزه من تحولات عميقة جرت في المجتمع منذ نشأة الكيان تأسيساً سنة 1920، والإشكاليات الجدليّة المرافقة لتشكيل لبنان، وانتمائه.  

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون