العائدون إلى فابريتسيو دي أندريه

13 اغسطس 2021
فابريتسيو دي أندريه
+ الخط -

بين ستينيات وتسعينيات القرن الماضي، مثّل الفنان الإيطالي فابريتسيو دي أندريه (1940 - 1999) أحد أهم وجوه المشهد الموسيقي في بلاده بفضل خياراته المضمونية التي تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية قلما كانت تلتفت إليها الأغنية.

خفت الاهتمام بفن أندريه بعد رحيله، حيث كان يعتمد على حضوره الطريف في الحفلات لتجديد شعبيته، لكنه يستفيد في السنوات الأخيرة من اهتمام بأعماله نظراً لتقاطعها مع قضايا راهنة مثل الهجرة والعنصرية وواقع الفئات الاجتماعية الهشة في ظل صعود الخيارات النيوليبرالية في معظم بلاد العالم.

ضمن هذه العودة أقيم أمس حفل موسيقي يستعيد تجربة دي أندريه في "فيلا جيوليا" في روما، بمشاركة فنانين من أجيال مختلفة اعتبروا أن أغاني صاحب أغنية "إل بيسكاتوري" مثّلت جزءاً من تشكّلهم الروحي والثقافي.

كان دي أندريه شاعراً وملحّناً ومؤدّياً، وقد استلهم في ذلك تجربة الفنان الفرنسي جورج براسنس واتبع أسلوبه أيضاً في التقشف على مستوى توزيع أنغامه فاعتمد على القيثارة وحدها في معظم حفلاته. كما استلهم فكرياً تجربة فنان فرنسي آخر هو ليو فيري خصوصاً في ميولاته الفوضوية وإضفاء ظلال فكرية على أغان خفيفة الإيقاع.

حضر دي أندريه كأحد أيقونات الثورات الشبابية التي ظهرت في أوروبا بعد ربيع الطلبة في باريس عام 1968. لكنه كان أيضاً عنواناً لإحياء التراث الريفي للموسيقى الإيطالية ونقلها إلى دوائر التذوّق النخبوي.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون