الطيّب البكوش: الحبيب بورقيبة من زاوية نقابية

29 يناير 2021
(الطيب البكوش مع الحبيب بورقيبة)
+ الخط -

يُنظر إلى أحداث السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 1978 في تونس كمحطّة مفصلية في تاريخ البلاد الحديث؛ إذ كانت أوّل انتفاضةٍ شعبية وُوجهت بأوّل نزولٍ للجيش إلى الشوارع، ما أدّى إلى إصابة قرابة خمسمئةٍ بين قتيل وجريح، فضلاً عن الاعتقالات وعمليات التعذيب.

في ذلك اليوم، الذي بات يُعرف بـ "الخميس الأسود"، خرج الآلاف من النقابيّين التونسيّين، من قطاعات مختلفة، إلى الشوارع بدعوة من "الاتحاد العام التونسي للشغل"، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ورفضاً لسياسات حكومة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة التي رأوا أنّها تُعمّق الفوارق الاجتماعية.

انتهت الأحداث في اليوم نفسه باعتقال عددٍ من قيادات الاتحاد، ومِن بينهم رئيسه الحبيب عاشور؛ حيثُ حُكم على عددٍ منهم بالسجن والأشغال الشاقّة، وأُسندت أمانته العامّة للتيجاني عبيد الذي عارض الاحتجاجات. وكان ذلك بدايةً لما سيُعرف بـ"الأزمة النقابية" التي ستستمرُّ إلى منتصف الثمانينيات.

في كتابه "الرئيس الحبيب بورقيبة كما عرفتُه - خفايا اللقاءات حول الأزمة النقابية"، الذي صدر حديثاً عن "منشورات ليدرز" تزامُناً مع الذكرى الثالثة والأربعين لتلك الأحداث، يعود النقابي التونسي، الطيّب البكوش، الذي تولّى الأمانة العامّة للاتحاد بين 1981 و1984، إلى تلك المرحلة التاريخية بشيء من التفصيل، مُركّزاً على اللقاءات التي جمعته مع بورقيبة بين سنتي 1980 و1985، بهدف إنهاء القطيعة بين السلطة والمنظّمة العمّالية.

الصورة
كتاب الحبيب بورقيبة كما عرفته - القسم الثقافي

يتطرّق البكوش، في الكتاب الذي يتضمّن 28 فصلاً، إلى طبيعة العلاقة بين السلطة والاتحاد في تلك الفترة، والصراعات الداخلية التي عاشها، ودوره في الإفراج عن الحبيب عاشور، كما يتحدّث عن علاقته ببورقيبة التي بدأت برفض الأخير تولّيه مسؤوليات في "الاتحاد العام التونسي للشغل"، ثُمّ محاولة "استدراجه" من خلال عرض منصبٍ وزاري عليه، ثمّ التحاور معه.

ويُتيح العمل الصادر بدعم من "منظّمة فريدريش إيبرت"، بحسب البكوش، فهماً أفضل لشخصية بورقيبة وأسلوبه، وطريقته في التعامُل مع الأزمات رغم مرضه وتقدُّمه في السن.

يُذكَر أنَّ الطيب البكوش من مواليد المنستير سنة 1944، وهو أستاذ جامعي في اللسانيات العربية والعامة وحقوقي ونقابي وسجين سياسي سابق في الفترة بين 1978 و1980، تولّى عدّة مناصب سياسية آخرها أمانة "الاتحاد المغربي" منذ 2016.

المساهمون