مع حالة الارتباك التي عرفها العالم بسبب جائحة كورونا، تبدّى واضحاً أن العلوم الطبية الحديثة وقفت حائرة ليس فقط على مستوى مجابهة الفيروس بل حتى في بثّ خطاب طمأنة للمجتمعات، وهو ما أظهر انشغالاً فكرياً بمستقبل الممارسات الطبية، وتعجّل التفكير في بدائل له.
ضمن هذا السياق، ينظّم "مخبر أسيليا بولا للأبحاث حول علوم الصحة" (جامعة محمود الماطري، تونس) سلسلة من المحاضرات بعنوان "عودة إلى الطب العربي: معارف وممارسات علاجية"، تبثّ افتراضياً بداية من يوم اليوم الأربعاء، وتمتدّ حتى حزيران/ يونيو المقبل.
تقدّم المحاضرة الافتتاحية الباحثة التونسية في الإبستيمولوجيا ميساء بن سعد، وتحمل ورقتها عنوان "من أجل قراءة جديدة في تاريخ علوم الحياة والصحة: منهجيات وتحديات"، ومن خلالها تحدّد إمكانيات إعادة النظر في عدة ممارسات طبية مقصاة من أطر البحث العلمي الغربي رغم أنها أثبتت فاعليتها العلاجية.
من المحاضرات الأخرى المبرمجة ضمن السلسلة؛ "الطب في قرطاج القديمة" للطبيبة والمؤرّخة شاذلية بن يوسف، و"نظرات جديدة إلى المدوّنة العربية حول الجدري والحصبة" يلقيها الباحث مهناز صفدي، فيما يتناول الطبيب أحمد زياب "مدرسة القيروان الطبية".
كما يتحدّث الباحث في تاريخ الطب في تونس، حمزة الصدام عن تجربة عزيزة عثمانة (القرن السابع عشر) في إنشاء المستشفيات الشعبية، فيما تعود المؤرخة قمر بن دانة إلى تجربة سالم الشاذلي (1896-1954) باعتبارها ممارسة مبكّرة للطب النفسي في تونس.
وتختتم المحاضرات مع المؤرخة والطبيبة الفرنسية آن ماري مولان، والتي عنونت ورقتها بـ"تاريخ الطب في العالم العربي وفي تونس: كيف يمكن للماضي أن يضيء حاضرنا".