وكانَ في ذلك العمرِ.
جاءني الشِّعرُ باحثاً.
لا أعرف من أين خَرَج؟
من شتاءٍ أم من نهَرٍ؟
لا أعرف كيف؟ متى؟
كلا، لم تكنْ أصواتاً ولا كلمات
لم يكن صمتاً،
إلا أنّه جاءني منادياً من شارعٍ
من غصن المساء، بغتةً
بين الآخرين،
بين النيران الملتهبة
أو وحيداً عائداً
كان هنالك من غير وجه
ولَمَسني.
لم أعرف ما أقولُ،
لساني عاجزٌ
وعيوني ضريرة
وفي النفس شيء يضرب:
حمّى أم أجنحةٌ تائهة؟
ورحتُ وحيداً أفكُّ رموز ذلك الاحتراق
وكتبتُ السّطرَ المُبهمَ الأولَ،
مُبهمٌ من غير جسدٍ
لغوٌ خالصٌ
وحكمةٌ نقيةٌ لمن لا يعرف شيئاً.
ورأيتُ بغتةً السماءَ صافيةً ومفتوحة
رأيتُ الكواكبَ_
الحقول نابضةٌ والظّل مثقوبٌ
مليء برماحِ نارٍ وورود،
رأيتُ الليلَ مربوطَاً،
رأيتُ الكون.
وأنا الكائنُ الأصغرُ الثملُ
بهذا الفراغ الكبير المتألق
جُلتُ مع النجوم
وأسرجت قلبي في الريح
وكمثل الأحجيّة،
شعرتُ بنفسي جزءاً نقيّاً
من الهاوية.
* ترجمة عن الإسبانية: جعفر العلوني