في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، افتُتح رسمياً "المعرض والمتحف الدولي للسيرة النوبية والحضارة الإسلامية" في مقرّ "منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة" (إيسيسكو) بالرباط، والذي يحتوي على تقنيات حديثة وشاشات تفاعلية وسينمائية تعرض نشأة الإسلام قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام.
أعلنت المنظّمة عن استقبال الزوّار منذ الخميس الماضي، الأوّل من رمضان، وحتى نهاية الشهر، حيث يمكنهم الاطّلاع على وصف مرئي لطريق هجرة النبي محمد من مكة المكرّمة إلى المدينة المنورة، وأبرز المواقع التي مرّ بها، والأحداث التي صاحبت هجرته، كما تُعرض مجسّمات تقريبية صمّمت لمعالم تاريخية من بيوت ومساجد في المدينتين، تعكس العمران والطبيعة في ذلك العهد.
ومن خلال صور ثلاثية الأبعاد إضافة إلى شاشات كبيرة، يُعرض في جناح "بانوراما الحجرة النبوية الشريفة في العصر الأول" أثاث بيت النبي وطعامه وأسماؤه ونعوته عبر مجسّمات تُضاء فيه الأجزاء المهمّة ويُعَرَّف فيها بمناقب أهل البيت ومكانتهم في التاريخ الإسلامي، مع شروحات حول قيَم الإسلام كالعفو والرحمة والتسامح.
ويُوضَع شرحٌ تفصيلي للمسجد النبوي والحجرات التي أقام فيها الخلفاء الراشدون؛ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بعد رحيل النبي محمد، وكذلك سقيفة بني ساعدة والبقيع، حيث تمّ تصميم منبر الرسول استناداً إلى ما جاء في كتب السيرة.
إلى جانب مجسّمات بالخط العربي تحوي أسماء الأنبياء وبعضاً من الأحاديث النبوية، ويتضمّن المعرض أيضاً وسائل عرض حديثة لتقديم حقائقَ ومعلومات متعلّقة بالسيرة النبوية، وما يتعلق بها من علوم ومعارف، من خلال العديد من المصادر العلمية والموسوعات التاريخية التي تقدّم للزوار من خلال آليات مبتكرة في البرمجة والهيكلة والتبويب والتصنيف بطرق عرض عصرية متعدّدة.
أمّا "جناح صلة المغاربة بالجناب النبوي الشريف، جمال المحبّة والوفاء”، فتتنوّع معروضاته بين نسخ قديمة من القرآن والعديد من المخطوطات التاريخية، ولوحات وعملات نادرة، ونماذج من العمارة والزخارف والنقوش المغربية، وأدوات تراثية، تُظهر انتشار الإسلام في بلاد المغرب خلال القرنين السابع والثامن الميلادي.