"الذكاء الاصطناعي والحرب على غزّة": معضلات أخلاقية

29 يناير 2024
114 يوماً على حرب الإبادة في غزّة (Getty)
+ الخط -

خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، انتشرت العديد من الصور والفيديوهات المولَّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي الذي جعل من تزييف الصور والمواد المرئية والصوتية أو توليد مواد تبدو حقيقيةً أمراً بالغ السهولة.

هذا التزييف، الذي يدخل ضمن الحرب المعلوماتية التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي بالموازاة مع حرب الإبادة في غزّة، بدأ منذ اللحظة الأُولى من "طوفان الأقصى". حينها، زعم الكيان الصهيوني أنّ عناصر المقاوَمة الفلسطينية "قطعوا رؤوس أربعين رضيعاً"، ثمّ نشر صورةً تُظهر طفلاً متفحّماً باعتباره أحد "ضحايا" السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر، لكن سرعان ما تبيّن أنّها مُنتَجة ببرامج الذكاء الاصطناعي.

الأمر نفسُه ينطبق على صورة انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وتُظهر جنديّاً من جيش الاحتلال كأنّه بطل خارق من أبطال الأفلام الهوليوودية؛ إذ تُجسّده وهو يحمل بين يديه رضيعَين "أنقذهما" بعد أن "اختطفتهما" حماس. فقد اتّضح أنّ القصّة ملفَّقة بالكامل، وأنّ الصورة مولَّدة بالذكاء الاصطناعي أيضاً.

وبالطبع، ليست الصورتان المذكورتَين سوى مثالٍ من بين كثير من المواد المزيَّفة التي تهدف إلى تحريف حقيقة ما يحدث منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر، وحشد تعاطُف مع الاحتلال وتأليب الرأي العام على القضيّة الفلسطينية. 

ضمن ندوات "الحديث عن الحرب"، تُنظّم "جمعية الثقافة العربية" في حيفا المحتلّة، عند السادسة من مساء الأربعاء المُقبل، ورشةً يُقدّمها المختصّ في الذكاء الاصطناعي المهندس الفلسطيني أكرم دويكات تحت عنوان "صراع الخطاب والذكاء الاصطناعي: ما بين التطبيقات العملية والمعضلات الأخلاقية".

تهدف الورشة، بحسب المنظّمين، إلى التعريف بتكنولوجيا الذكاء الآلي والتعليم الاصطناعي في ظلّ الصراع على السردية، واكتساب معرفة حول تطبيقات لأدوات تتحدّى خطاب التحيّز والعنصرية.

ويعمل دويكات خبيراً في الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي، ومهندس حاسوب، كما يشغل حالياً منصب مدير هندسي لقسم الخوارزميات في شركة "ديلفروو" البريطانية، وسفيراً لعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي لشركة "زِيد" من إتش بي".

يُذكَر أنّ الاحتلال الإسرائيلي، وإلى جانب توظيفه للذكاء الاصطناعي في حربه الدعائية، يستخدم، خلال عدوانه على غزّة، تقنيات الذكاء الاصطناعي لشنّ حرب شاملة على القطاع؛ حيث يعتمد على خوارزميات تُتيح تحديد الأهداف بشكل تلقائي، وهو ما يتسبّب في مضاعفة عدد ضحايا الحرب، ويجعلها أكثر مأساوية.

وهذا الاستخدام الإسرائيلي المتكرّر والروتيني لتقنيات الذكاء الاصطناعي في التعدّي على الفلسطينيّين وانتهاك حقوقهم الأساسية دفع منظّمات دولية للدعوة إلى "وضع أُطر أخلاقية وقانونية ملزمة دولياً لتنظيم التكنولوجيا الناشئة".

المساهمون