- يؤكد العرعير على أهمية الكتابة كشهادة وذاكرة حية تعبر عن الألم والأمل، داعيًا طلابه وأصدقائه في غزة لتدوين تجاربهم كفعل من أفعال المقاومة والتحدي.
- "غزة تردّ بالكتابة" يقدم ليس فقط صوتًا للفلسطينيين بل يبرز صمودهم وإبداعهم في مواجهة المحن، ضمن مجموعة متنوعة من المقالات والدراسات في العدد 138 من مجلة "الدراسات الفلسطينية".
في مقال "غزة تردّ بالكتابة: رواية فلسطين" للشاعر والأكاديمي الفلسطيني الشهيد رفعت العرعير ((1979 - 2023) التي تضمّنها العدد 138 من مجلة "الدراسات الفلسطينية" (ربيع 2024/ "مؤسسة الدراسات الفلسطينية")، يتحدث عن فرصة العمل مع ألمع الطلبة في فلسطين، والذين شارك العديد منهم في كتاب "غزة تردّ بالكتابة"، وهو مجموعة القصص القصيرة التي أمضى أكثر من عام في تحريرها لعرض المقاومة الإبداعية الفلسطينية للظُّلم ولعُنصرية "إسرائيل" ووحشيتها.
يُضيف العرعير في مقاله الذي نُشر نصّه الأصلي بالإنكليزية عام 2014، بأنه "في أعقاب العملية الإسرائيلية، وعندما نفضنا عن أنفسنا غبار الألم والأسى المباشر الذي جاء مع 'الرصاص المصبوب' (2008 - 2009)، عادت غزّة إلى طبيعتها، لكن هذه المرة كان هناك أكوام من الجثث والمنازل والأيتام والركام والقصص التي برسم الرواية. عدتُ إلى صفوفي وطلّابي في دائرة اللغة الإنجليزية في 'الجامعة الإسلامية' في غزّة، والتي تعرّض فيها مبنى المختبرات الأحدث والمُجهّز بشكل ممتاز، للقصف من طرف إسرائيل. كانت الندوب ماثلة في كلّ مكان، وكلّ شخص في غزّة كان متسربلاً بالحِداد على عزيز فقَده. ولهذا، بدأتُ أدعو أصدقائي وطلّابي كي يكتبوا عمّا عانوه، ليشهدوا على الألم الذي تسبّبت به العملية، وقلتُ لهم: 'الكتابة هي شهادة، ذاكرةٌ تعيش بعد أي تجربة إنسانية، وهي التزامٌ بالتواصل مع أنفسنا ومع العالَم. لقد عشنا لسبب؛ عشنا لنروي قصص الفقد والنجاة والأمل'".
ويوضّح أن كتاب "غزّة تردّ بالكتابة" لا يعطي الفلسطينيّين صوتاً، فالفلسطينيّون لديهم أصواتهم الخاصة، وإنما يعرض بعض هذه الأصوات الفلسطينية التي هي أفعال مقاومة وتحدٍّ تُبرز صمودنا، نحن الفلسطينيّين، واستمرارية جَلَدِ ثقافتنا وإبداعها في مواجهة العقبات المستمرّة ومحاولات إسكاتنا.
ضمّ العدد في زاوية "افتتاحية" مقالَين؛ "كلّ فلسطين هي غزّة" لإلياس خوري، و"حفظنا الوصيّة" لعبد الرحيم الشيخ، بينما اشتملت زاوية "مداخل" على مقالات "سقط القناع عن القناع: "إلى أمل في غزّة" لسنان أنطون، و"غزّة... وماذا بعدها؟ لواسيني الأعرج، و"غزّة والنظام العربي الراهن" لجلبير الأشقر، و"حين توقظ غزّة الوعي الغافي" لمحمد برّادة.
وضمن محور "الفنّ في مواجهة الاستعمار" الذي كتب مقّدمته أنيس محسن، نُشرت مقالات "التواصل الأدائي: المقاومة الفلسطينية، وموسيقى الهيب هوب، وأداءات الفضاء السيبراني" لحنين شفيق الغبرا، و"حمّى البحر المتوسط" لهشام روحانا، و"حادي البروة، أسعد عطا الله" لمحمود كيّال، و"فلسطين في سينما 2022: الأفلام موضوع جماهيري" لسعيد أبو معلّا.
إلى جانب العديد من الدراسات والمقالات، منها: "تسريب العقارات العربية في القدس إلى الجمعيات الاستيطانية بين الاختراق والأرشيفات" لمراد البسطامي، و"ساطع الحصري: العربي المنتصر والهزيمة المبكّرة" لفيصل درّاج، و"انتفاضة المطلّة (1878) وتداعياتها الاستيطانية" لفارس اشتي، وتقرير بعنوان "فلسطين في 3 أشهر: مجازر ومجاعة في غزّة" لعبد الباسط خلف.