"الحداثات العربية": المشهد التشكيلي منذ عام 1945

05 مارس 2023
من المعرض
+ الخط -

شهد عقدُ الأربعينيات من القرن الماضي - وإنْ بشكلٍ متفاوت - تأسيس كلّيات متخصصة في الفن التشكيلي في مصر وبلاد الشام والعراق خاصة؛ وذلك إثر عودة العديد ممن تخرّجوا في المعاهد والجامعات الغربية، وإقامتهم المعارض التي ضمّت أعمالاً تخلّص أصحابُها من نزعات استشراقية سيطرت لعقود ماضية.

حتى الخامس عشر من حزيران/ يونيو المقبل، يتواصل في "متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر" بالرباط معرض "الحداثات العربية" الذي افتتح مساء الأربعاء الماضي، ويضمّ أكثر من مئة وعشر لوحات تمثّل نتاجات فنانين ينتمون إلى ستّة عشر بلداً عربياً.

المعرض الذي يشتمل على مقتنيات "معهد العالم العربي" في باريس، يعود إلى عام 1945 حيث يضيء تحولات الفن التشكيلي العربي على مدار 78 عاماً، وتستكشف الأعمال المعروضة "المظهر المتعدد للحداثة العربية في مجال الفنون البصرية، وتشهد من خلال مساراتها على الدينامية الإبداعية لهؤلاء الفنانين"، بحسب بيان المنظّمين.

من المعرض
من المعرض

تتوزّع الأعمال على أربعة أقسام تحمل العناوين التالية: "عالم عربي في المرآة: نحو جذور تقاليد مُلهِمة"، و"مجالات متعدّدة للتجريد: حضور وازن وطنياً ودولياً"، و"بين الآلام والآمال: ثقل التاريخ"، و"غداً؟ الإنسانية تمضي قدماً إلى الأمام"، وتقارب مواضيع أساسية مثل خصائص التجريد الشرقي، والسياق السياسي والأيديولوجي لما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي تميّز بصعود القومية والاشتراكية، وكذلك الحالة الإنسانية.

يشاهد الزوّار رسومات ومنحوتات وصور فوتوغرافية وأعمال غرافيكية لفناين من المغرب، والجزائر، والسعودية، والبحرين، ومصر، والإمارات، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، وقطر، والسودان، وسورية، وتونس، واليمن.

ويوضّح بيان المعرض إلى أن "كلّ واحد من هؤلاء الفنانين يعرب بطريقته عن رؤيته الخاصة، مع مواصلة التعبير عن قوة الربط الذي يشدّه إلى بلده وأصوله وجذوره، ولكن مع الحفاظ على بعده الكوني"، مشيراً إلى أنه يعدّ "فرصة للتعرّف على القضايا والمواضيع التي شغلت الفنانين العرب خلال هذه المدة، خاصةً جيل الرواد الذين تخلّوا: 'عن النزعة الأكاديمية الإيهامية الأوروبية لصالح الانغراس فيما هو محلي. وشرع هذا الجيل في مساءلة مفهومي الوطن والهوية ما بعد الاستعمار، تحرّكه في ذلك الروح الوطنية والقومية'".

يُذكر أن المعرض الذي يقام بالتعاون بين "المؤسسة الوطنية للمتاحف" في المغرب و"معهد العالم العربي" في فرنسا، سينتقل بعد اختتامه إلى مدينتي مراكش وطنجة خلال العام الجاري.
 

المساهمون