- الروائي، المحكوم بالسجن المؤبد منذ 2004 والمعتقل في سجن عوفر، لم يتسلم الجائزة بنفسه؛ تسلمها شقيقه والناشرة بالإنابة عنه.
- الرواية تجمع بين الشخصي والسياسي بأساليب سردية مبتكرة، وقد أثار فوزها نقاشات حول سياسات منح الجوائز و"التبييض الثقافي".
أعلنت، مساء اليوم الأحد، اللّجنة المُنظِّمة لـ"الجائزة العالمية للرواية العربية" (المعروفة بـ"البوكر العربية") عن فوز رواية "قناع بلون السّماء" للروائي الفلسطيني والأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، باسم خندقجي (1983)، بالدورة السابعة عشرة من الجائزة لعام 2024.
وبطبيعة الحال لم يتسلَّم الروائي الأسير جائزتَه، كونه يقضي حُكماً بالسجن المُؤبَّد لثلاث مرّات منذ عام 2004 في سجون الاحتلال، حيث يُعتقل حاليّاً في "سجن عوفر" الصهيوني، وتسلّمها بالإنابة عنه شقيقُه يوسف خندقجي، والناشرة رنا إدريس، من "دار الآداب" التي صدرت عنها الرواية.
اختيرت رواية الأسير الفلسطيني، المحكوم بالمؤبّد في سجون الاحتلال، من بين 133 رواية مُترشِّحة
وكانت لجنة التحكيم قد اختارت "قناع بلون السماء"، من بين مائة وثلاثة وثلاثين رواية ترشّحت للجائزة لهذه الدورة، باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين تموز/ يوليو 2022، وحزيران/ يونيو 2023، وصل منها إلى القائمة القصيرة - إلى جانب الرواية الفائزة - خمس روايات لكُلٍّ من: أحمد المرسي، وأسامة العيسة، ورجاء عالم، وريما بالي، وعيسى ناصري.
ووصف رئيس لجنة التحكيم، الروائي والناقد السوري نبيل سليمان، الرواية بأنها تجمع "الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة. روايةٌ تُغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثُّلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مُفكّكاً الواقع المُعقّد المرير، والتشظّي الأُسري والتهجير والإبادة والعنصرية".
وفي الوقت الذي اعتبر نقّاد وروائيّون عرباً هذا الفوز مُستحقّاً، ويكتسب رمزيّة كبيرة في ظلّ الإبادة الجماعية الصهيونية المستمرّة في غزّة منذ أكثر من نصف عام؛ تساءل آخرون حول سياسات منح الجوائز ومدى خضوعها لمنطق "التبييض الثقافي"، الذي يُغطِّي على السياسات والتحالفات الحقيقية للمانحين.
يُشار إلى أنّ باسم خندقجي من مواليد نابلس عام 1983، كان يدرس الصحافة والإعلام في "جامعة النجاح الوطنية"، اعتُقل في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، وتعرّض لتحقيق قاسٍ وطويل، قبل أن يُحكَم عليه بالسجن المؤبّد ثلاث مرّات. له في الشعر مجموعتان: "طقوس المرّة الأُولى" (2009)، و"أنفاس قصيدة ليليّة" (2013)، كما صدرت له ثلاث روايات: "نرجس العزلة" (2017)، و"خسوف بدر الدين" (2019)، و"أنفاس امرأة مخذولة" (2020). بالإضافة إلى عشرات المقالات والدراسات البحثيّة حول الوقائع الاستعمارية في فلسطين المحتلّة.