الاحتلال وجرائم الإبادة البيئية: قتْلٌ عبر التلويث

15 مارس 2024
شجر نخيل مُحترِق إثر غارة صهيونية، دير البلح، 10 آذار/ مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ندوة "الحرب على غزة: مجزرة البيئة" التي نظمتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية عبر زووم، تناولت الآثار البيئية الكارثية للعدوان الصهيوني على غزة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية والموارد المائية.
- الباحث جورج كرزم أبرز كيف أدت الجرائم الإسرائيلية إلى "مجزرة المياه"، مؤكدًا على التلوث الشديد الناتج عن المواد الخطيرة مثل أكاسيد النتروجين وثاني أوكسيد الكبريت، وتأثيرها على الصحة العامة والتنوع البيولوجي.
- كشفت الندوة عن الأضرار العميقة للعدوان على النظم البيئية، بما في ذلك تدمير الألواح الشمسية وتأثير الحصار منذ 2006، مما يشير إلى استمرارية وتعمق الأزمة البيئية في غزة.

ضمن سلسلة اللقاءات التي تُنظّمها "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" حول العدوان الصهيوني الإبادي على غزّة، عُقدت، مساء أمس الخميس، عبر منصّة "زووم"، ندوةٌ بعنوان "الحرب على غزّة: مجزرة البيئة"، تحدّث فيها الباحث والمعتقل الفلسطيني السابق جورج كرزم، وحاوره مجدي المالكي، وبُثّت عبر حسابات المؤسسة على وسائل التواصل الاجتماعي. 

تناول الباحث في محاضرته الجرائم البيئية الفظيعة للعُدوان، وآثارها في جوانب متعدّدة من النظام البيئي المناخي. كما تطرّق إلى ما تسبّبت به المجازر من عواقب وخيمة على البُنية التحتيّة والصحّة العامة في غزّة، وعلى الموارد المائية وتلوّثها، واستنزاف المياه الجوفية، وتدهور التربة والزراعة، وإمدادات الطاقة، والنظام المناخي، وتدمير الموائل، وتلوّث الهواء والنُظم الإيكولوجية البحرية.

وأشار كرزم إلى "أنّ الاحتلال، بجرائمه المتواصلة لأكثر من خمسة أشهر، وضع سكّان القطاع أمام كارثة بيئيّة، أبرز ملامحها ما يُمكن تسميته بـ'مجزرة المياه'، حيث دمّر العدوان البُنية التحتيّة بما فيها من آبار وخزّانات وصرف صحّي وتدمير محطّات المُعالجة، كما أنّ تدمير المباني بالمواد المتفجّرة ألحق ضرراً كبيراً بالمياه والتربة على حدّ سواء".

وتابع: "منذ العدوانات الإسرائيلية السابقة، بدأت هذا النهج من التلويث والتدمير، واليوم يُستكمل بشكل أعمق وأعمّ، هناك موادّ ضارة وخطيرة، مثل أكاسيد النتروجين وثاني أوكسيد الكبريت، التي تؤدّي إلى تشكيل كمّيات كبيرة من الأوزون على مستوى الأرض، وهذه الموادّ والجسيمات الخليطة والمركّبات العضوية المُتطايرة عاملٌ أساسي في تشكيل الضباب الدخاني الذي يستمرّ لفترات طويلة، ويسبّب السرطانات".

ولفت كرزم إلى أنّ "دراسة أميركية كشفت، مؤخّراً، أن غازات الانحباس الحراري الناجمة خلال أول شهرين من العدوان كانت أكبر ممّا يصدر سنوياً من الكربون لأكثر من 20 دولة، وهذا يُعادل 200 ألف طن من الفحم. أما التنوّع البيولوجي بما يحتوي عليه من كائنات متروكة عُرضة للتلوّث العامّ، فإنّ تضرُّر جزءٍ من هذه المنظومات يؤدّي إلى خلَل في باقي المنظومة ويترك أثراً عميقاً على جميع جوانبها".     

ومن الجوانب التي تناولها المُحاضِر أيضاً المساعدات التي تُلقيها الطائرات في صناديق، فبعضها يحطّم الألواح الشمسية التي يعتمد عليها الناس في توليد الطاقة، إن لم يقتل من تسقط عليه مباشرة. وختم: "ظلّت النُّظم البيئية في القطاع عُرضة للتخريب والتلويث من قِبَل الاحتلال، قبل العُدوان بكثير، أقلّه منذ بدء الحصار عام 2006، وما نشهده اليوم ليس سوى امتداد أكثر وحشيّة لتلك الجريمة".
 

المساهمون