منذ بدء العدوان على غزّة في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، كان الموقف الإسباني مختلفاً إلى حدٍّ ما عن بقية البلدان الأوروبية، وقد تجلّى ذلك من خلال المظاهرات الشعبية والمسيرات التي ندّدت بالعدوان على غزّة، وطالبت بضرورة وقف جرائم الإبادة الجماعية وسياسات الفصل العنصري وغيرها من الممارسات الاستيطانية التي يمارسها الاحتلال.
ولم يتوقّف الأمر عند المظاهرات فحسب، بل تجسّد هذا الدعم للقضية الفلسطينية ولنضال الإنسان الفلسطيني في وجه الطغيان، من خلال المحاضرات والندوات والمعارض والحوارات الذي أقامها العديد من الأكاديميّين والباحثين الإسبان العارفين بالقضية.
ضمن هذا الإطار، دعت المدن الأندلسية يوم غد الأحد، عند الثانية عشر ظهراً، إلى مظاهرات حاشدة في الجنوب، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين، والذي يلقى تواطؤاً غربياً واضحاً، سواء من حيث التغطية الإعلامية أو من حيث الصمت عن ما يجري.
وعلى هامش هذه المُظاهرات التي تقام في مدن غرناطة وإشبيلية وألمرية ومالقة وقرطبة وقادش، تُنظّم العديد من المحاضرات والندوات، حيث يلقي الناشط الفلسطيني فياض بدوي، عند السابعة من مساء يوم الاثنين، في "المركز الأندلسي" بغرناطة محاضرة "فلسطين: مفاتيح لفهم القضية، الإبادة الصهيونية والمقاومة الفلسطينية"، يتناول فيها أبرز الأفكار التي تعبّر عن القضية الفلسطينية، وعن الإبادة الممنهجة التي تمارسها "إسرائيل"، مضيئاً على معنى المقاومة.
أما يوم الثلاثاء، فيستضيف مركز "روزا بوتلير" الثقافي، في مدينة قادش، محاضرة بعنوان "75 عاماً من انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين"، يلقيها الباحث الإسباني رافائيل لارا، ويعرّج فيها على انتهاكات "إسرائيل" المستمرة لحقوق الإنسان كما نصّت عليها وثيقة الأمم المتحدة، والتي لا يقيم لها كيان الاحتلال أي شأن.
أما يوم الأربعاء، فتنظّم "جامعة إشبيلية" ندوة "دور المرأة الفلسطينية في المقاومة"، والتي يشارك فيها كلٌ من الباحث الإسباني أنطونيو فيرنانديث، والإعلامي المتخصّص بالشأن الفلسطيني أغوستين ريمسال، حيث يتناولان فيها الدور الذي لعبته المرأة الفلسطينية في النضال الفلسطيني منذ عام 1948.