عادةً ما تأخذ المعارض الفنية مَهمّة استكشاف مساحة جديدة أمام المتلقّين، وتعريفهم بزاويا أكثر تفصيلاً عن المعروض، وهذا ما يحاوله معرض "اكتشف الجزيرة" الذي افتُتح في غاليري "مطافئ - مقرّ الفنانين" بالدوحة في الأول من هذا الشهر، وهو مسعىً عملت به شبكة الأخبار الأشهر في العالم العربي ــ والتي رافقت المُشاهِد يومياً على مدى ربع قرن تقريباً منذ تأسيسها عام 1997 ــ حيث عملت منذ بداياتها على كشف خبايا ما يحصل من سياسات وقضايا حول العالم.
يتزامن المعرض، الذي تستمرّ فعالياته حتى 25 آذار/ مارس 2023، مع الذكرى السادسة والعشرين لتأسيس الشبكة، ويهدف المنظّمون من خلاله إلى إطلاع الجمهور على الحِكاية الكاملة، التي جعلت من المحطة سبّاقة إلى تعزيز مبادئ إعلامٍ جديد خارج أُطر الإعلام الحكومي العربي.
يُشار إلى أنّ المعرض هو الأول من نوعه، إذ لم يسبق للشبكة أن نظّمت فعاليات مُماثلة في السنوات السابقة. وهو يتوقّف عند التحدّيات التي واجهت المشروع في بداياتِه، إذ يحرص المعرض على لفتِ النظر إليها، وخاصّة التقنية منها، بحكم أنها ملموسة وأكثر قابلية للعرض.
كما تتنقل التظاهرة بالزوّار إلى مستوى آخر من التحدّيات، أي تلك التي لها علاقة بالخطاب والرؤية؛ تحدّيات جعلت من الشبكة عنواناً بارزاً يأخذ مكانه المميّز ضمن خريطة يشتبك فيها المحلّي والإقليمي والعالمي.
وبالوصول إلى متعلّقات الصحافيين الشهداء، فإنها حاضرة بقوّة في المعرض، مثل الخوذة والسترة الواقية للصحافي طارق أيوب، الذي استُشهد أثناء تغطية الغزو الأميركي للعراق عام 2003. كذلك يسلّط المعرض الضوء على معدّات المصوّر علي جابر، الذي استُشهد وهو يغطّي بدايات الثورة الليبية عام 2011.
أمّا الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، فتعرض التظاهرة لنسخة عن سترتها الواقية من الرصاص، والتي كانت ترتديها عندما استهدفها رصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في 11 أيار/ مايو الماضي.
ويتضمّن المعرض جانباً تفاعلياً يُمكِّن الزوّار من معايشة طريقة البث التلفزيوني بما أُطلق عليه "تجربة الاستديو"، وقسماً آخر يُتيح استخدام تقنيات إنتاج الواقع الافتراضي والمعزَّز يحمل عنوان "الجزيرة الافتراضية".
الجدير بالذكر أنّ عدداً من مقدّمي البرامج في الشبكة حضروا بين الزوّار وتفاعلوا معهم، ورأوا قصّتهم تُعرض أمامهم، الأمر الذي أكسب القصص والتجارب المعروضة خصوصية إنسانية لافتة.