- إيان أندرسون، مؤسس الدار، استقال بعد انتقادات لتأخره في إعلان موقف الدار، معتذرًا للكاتبين لوكاس شيلك والباحثة مايا سلامة عن التأخير في دعم فلسطين ومعبرًا عن ندمه.
- أندرسون أوضح في رسالة الاستقالة أن خشيته من الكراهية والتهديدات ورؤيته للنشر كفن تواصلي كانت وراء تردده في إصدار بيان دعم لفلسطين، مشيرًا إلى فضله التعبير عن مواقفه من خلال النشر.
نشرت "ميسون جار برس"؛ دار النشر المستقّلة في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأميركية، على "منصة إكس" الخميس الماضي، موقفاً واضحاً تجاه العدوان الصهيوني على غزّة تقول فيه: "لقد تلقّينا أسئلة حول موقفنا بشأن إسرائيل وفلسطين، لذا أردنا توضيح ذلك: نحن نقف مع الشعب الفلسطيني وندين تصرّفات إسرائيل - وتواطؤ حكومة الولايات المتحدة - بسبب ما نعتقد أنه الإبادة الجماعية المستمرة للفلسطينيين".
المنشور الذي يأتي بعد أكثر من ستّة أشهر على بدء الحرب، يبدو أنه لم يدفع الحرج عن مؤسس الدار إيان أندرسون الذي قدّم الإثنين الماضي استقالته من موقعه، نظراً لتأخّره في إصدار إدانة علنيّة للاحتلال الإسرائيلي وشراكته مع الولايات المتحدة في حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني.
يفتتح أندرسون رسالة الاستقالة التي نشرها موقع الدار ومنصّاتها الإلكترونية، باعتذاره إلى الكاتب الأميركي لوكاس شيلك، والشاعرة والباحثة الأميركية اللبنانية مايا سلامة، بسبب تأخّر "ميسون جار برس" في إصدار موقف داعم لفلسطين، متأسفاً عن تسبّبه بأيّ ضررٍ للكاتبين، ومعبّراً بوضوح عن فشله في تأدية واجباته.
أعلنت ’ميسون جار برس‘ الخميس الماضي إدانتها للاحتلال الإسرائيلي وشراكته مع الحكومة الأميركية
ويلفت أندرسون إلى اتفاقه مع مايا سلامة بعد انتهاء مكالمة هاتفية معها الأسبوع الماضي، على إصدار بيان يؤكد فيه دعم الشعب الفلسطيني، وهو ما حدث فعلاً، مؤكداً أن محتويات البيان هي "ما يؤمن به، وما يؤمن به منذ أشهر"، وأنه يتحمّل المسؤولية نتيحة عدم الإدلاء بهذا البيان مبكراً، حيث تجاهل مناشدات شيلك للقيام بذلك.
ويضيف: "لقد ترددت في الإدلاء ببيان حول هذه القضية المهمة للغاية لعدة أسباب. الأول هو أن 'ميسون جار برس' لم تدلِ بتصريحات حول القضايا الجيوسياسية الكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكنت أخشى أن طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي قد عرّضت العاملين في الصحافة للكراهية والتهديدات غير المرغوب فيها وغير المبررة، لذلك لم أشعر بالارتياح في التحدث كصحافة تضم موظفين متطوعين ومؤلفين لم يطلبوا مني التحدث نيابة عنهم".
ويبيّن أندرسون أن السبب الثاني وراء عدم الإدلاء ببيانه في وقت مبكر بأنه ناشر، وهو يرى النشر كشكل فني، ويتحاور مع العالم من خلال الكتب التي ينشرها، ولمعرفة آرائه حول العالم يوجّه دعوة لإلقاء نظرة على قائمة الكتب التي نشرتها "ميسون جار"، مضيفاً: "إن أردتم أن تعرفوا وجهة نظري حول إسرائيل وفلسطين، أنصحكم بقراءة كتاب هشام البستاني (ترجمة ميّا ثابت) 'الفوضى الرتيبة للوجود'، ولا سيما القسم الذي يحمل عنوان 'غزة'. نشر كتباً أشخاص أكثر ذكاءً مني، ويمكنهم التحدث بثقة وسلطة أكبر حول المواضيع التي تهمني، أكثر تأثيراً من أي بيان على وسائل التواصل الاجتماعي"، حيث يحتوي الكتاب نصوصاً أدبيّة راديكاليّة الأسلوب والمحتوى عن فلسطين، هي: 'غزّة' و'العبور'".
كما ينبّه أندرسون إلى أن السبب الثالث هو أنه لم يكن لده الوقت أو القدرة العقلية أو العاطفية للقيام بالعمل الذي كان ينبغي القيام به، متابعاً: "إذا لم أتمكن من إدارة المطبعة وفقاً للمعايير التي وضعتها بنفسي، فلا ينبغي لي أن أدير دار النشر"، إذ يعتقد أنه كان ملزماً برفع صوت الآخرين، ليختم رسالته بالتنحي من عن منصبه كرئيس تحرير لـ"ميسون جار برس".