استمع إلى الملخص
- يُبرز المعرض أهمية المعارض العربية كبوادر لنهضة فكرية وصناعية، مؤكدًا على الوحدة العربية والتبادل الفلسطيني-العربي في ظل التحديات الاستعمارية ومشاريع التقسيم الجيوسياسية.
- من خلال مواد أرشيفية وأعمال فنية متنوعة، يقدم المعرض نظرة عميقة على المشهد السياسي، المساهمات الفنية والحرفية، والتاريخ العمراني لفندق "البالاس"، مستلهمًا الروابط الفلسطينية-العربية ومحاولًا استحضار ما كان ممكنًا قبل النكبة.
يُحاكي معرض "استحضار النهضة: المعارض العربية في القدس الانتدابية"، الذي ينطلق مساء الثلاثاء المُقبل في "دار الفنون" بعمّان ويتواصل حتى نهاية أيلول/ سبتمبر المُقبل، المعارض العربية التي أُقيمت في مدينة القدس عامَي 1933 و1934، وهي الفترة التي شهدت ذروة النضال الفلسطيني ضدّ الاستعمار البريطاني والصهيوني بعد ثورة البراق عام 1929 وقبل الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.
يُشير بيان المنظّمين إلى أنّ تلك المعارض اكتسبت أهمّية بالغة على مستوى فلسطين والمنطقة العربية، بما تضمّنته من بوادر نهضة فكرية وصناعية واقتصادية وفنّية؛ حيث "استطاعت أن تفرض نفسها على الرغم من هيمنة القوى الاستعمارية آنذاك، كما شكّلت المشاركةُ العربية الواسعة في هذه المعارض فرصةً للتأكيد على معاني الوحدة العربية والتبادل الفلسطيني- العربي في ظلّ التفتّت ومشاريع التقسيم الجيوسياسية التي أعقبت الحرب العالمية الأُولى".
بالاستناد إلى مواد أرشيفية وأعمال من مجموعات فنّية مختلفة، يستحضر المعرض، الذي يُشرف عليه المعماريّ والباحث ندي أبو سعادة، من خلال معارض الثلاثينيات في القدس، تلك اللحظة في التاريخ الفلسطيني والعربي، مركّزاً على ثلاثة محاور رئيسة؛ هي: المشهد السياسي في فلسطين الانتدابية، والمساهمات الفنّية والحِرفية في المعارض العربية، والتاريخ العمراني لفندق "البالاس" الذي استضاف تلك المعارض، كما يُضيء على العلاقة بين المعارض العربية في القدس ومعارض إقليمية أُخرى، بما في ذلك "المعرض الزراعي الصناعي" في بغداد عام 1932.
وتعكس الأعمال المعروضة المسارات المهنية والخاصّة لشخصيات فلسطينية وعربية بارزة، تتضمّن فنّانين وحِرفيِّين ومعماريِّين وصحافيّين، كما تُظهر التقاطعات الكامنة بينها وبين تاريخ المعارض العربية. والأعمال المشاركة هي لكلّ من: رشدي الإمام الحسيني، وعبد القادر الرسّام، وزُلفة السعدي، ويوسف الزغبي، وجمال بدران، وصوفي حلبي، وخليل حلبي، ونجمة خروفة، وديفيد أوهانسيان، ونِقولا الصايغ، وفتحي صفوت، وجواد سليم، ولورنا سليم، وماري سلمان، وجميلة سلمان.
وجرى جمع تلك الأعمال من مجموعات خالد شومان، وجورج الأعمى، و"المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة"، وزينة زعرور وفارس الشوملي، وعائلة فتحي صفوت، وجمال بدران، و"أرشيف رشدي الإمام الحسيني"، و"مجموعة الإبراهيمي للفنون التشكيلية العراقية".
يُقدّم معرض "استحضار النهضة"، وفق منظّميه، "دعوةً للتفكير في أسباب وطُرق تعزيز الروابط الفلسطينية - العربية، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، انطلاقاً من محطّة تاريخية ملهمة، وبينما تعيش فلسطين اليوم مرحلة سياسية حرجة، كجزء من نكبة مستمرّة أحدثت شرخاً عميقاً في قلب تلك الروابط"، كما يستلهم "ما قدّمته المعارض العربية كنافذة على العوالم المادية التي كانت ممكنة قبل هذا الشرخ، في محاولة لاستحضار ما هو أبعد من مجرّد حدث تاريخي، والتأمّل في ما كان يُمكن أن يكون وما يزال ممكناً".
وضمن فعاليات المعرض، تستضيف "دارة الفنون"، عند السادسة والنصف من مساء السبت، الخامس عشر من حزيران/ يونيو المُقبل، جولةً مع القيّم ندي أبو سعادة، يُضيء فيها مجموعة الأعمال والمواضيع والمحطّات التاريخية والمواد الأرشيفية التي يتضمّنها المعرض؛ حيث يستعرض كيفية جمع وعرض الأعمال الفنّية والبحثية والأرشيفية المعروضة، والدلالات الخاصّة بكلّ منها ضمن السياقَين التاريخي والفنّي.