لقد رأيتُ أسراباً من الطيور تُغيّر المسار
تقريباً في آنٍ واحد وفي أقلّ من الثانية
سمعتُ العلماءَ يشرحون ذلك لكنّي لا أعبأُ
بالعلماءِ اليومَ
ما لم يتمكّنوا من شرح كيفية عمل النفسِ البشرية
كيف أنّها تجلس تنتظرُ، وتنتظرُ
تحومُ خلف جسدِها المغسولِ،
المُغَذّى، المُبرَّد، المُدفَّأ تماماً
كم هي بعيدةٌ عن الحب؟
من ذا الذي سيخبِرُنا بأنّنا حيوانات؟
ويُذكّرُنا بأي نوع من الحيوانات نكون
أرى العديدَ من الطائراتِ كالطيور من كُوَّتي في بروكلين
هل من المُفترض للجنس البشري أن يطيرَ؟
تتبدّلُ الأمورُ دائماً
انقرضت الديناصورات
بنى الناسُ الأهرامات. سقطت روما.
ما الذي ابتلعْنا هكذا مكتملين؟
التصنيع والتكنولوجيا؟
صدمة العبوديةِ التي لم نواجِهها أم الإبادة الجماعية التي شُيِّدنا عليها؟
أستمعُ اليوم إلى نبوءةِ السكّانِ الأصليّين
كيف أنّ القوى الحدسية لامرأةِ الجنوب
ستنهضُ لمواجهةِ القوى المدمّرةِ لذكورِ الشمال
النسرُ في مقابل الكوندور
أحاول ألّا أكونَ من دعاةِ التأصيل
غير أنّه في مدرسةِ بناتِنا
هناك عشرونَ تنّيناً أخضر تتخلّص من مكيّفات الهواء، تتبادل الملابسَ، وتزرع حديقةً للمأكولات
معظمُهن نساءٌ من أوروبا
ورجل واحد يدير وهو يتحرّك كما يجب، مع السِرْب
نحن طيورٌ في قلوبِنا
نغيّرُ الاتجاهاتِ، نتعلّمُ كيف نتحرّك معاً في الاختلاف
نحن بعيدون عن الأرضِ والحياةِ عليها، نحن بحاجةٍ للشفاء
شكّلت بعضُ النساء في الإكوادور دائرةً للروح
يرَوْن أنّ الأرضَ مقدّسةٌ
سمعتُ الكثيرينَ يقولونَ إنّنا بحاجةٍ للكفاح، كم سنة تبقّت لنا
ونحن نتجاهل أصواتَ كلّ هؤلاء الذين دسنا عليهم كي نُشيَّدَ أبراجَنا
لقد لاحظتُ شيئاً
حانَ وقت التغيير
المغالاةُ في الفردية، التي هي وحيدةٌ حقّاً
هؤلاء النساء المذهِلات يمْددن أيديهن، ويطلُبن منّا الوقوف جنباً إلى جنب
هذا ما يحدث: نحن كجنسٍ بشري نغيّرُ المسار
مع أنفاس قصائِدنا
ولن نرحلَ بدونِكَ.
* ترجمة عن الإنكليزية: صفاء فتحي
بطاقة
Sarah Riggs شاعرة وتشكيلية وسينمائية ومترجمة أميركية من مواليد نيويورك عام 1971. صدرت لها سبعة كتب شعرية بالإنكليزية والفرنسية، من بينها كتاب تنظيري عن الشعر والإعلام المرئي، إضافةً إلى كتابَين فنّيّين بالاشتراك مع التشكيلية اللبنانية الأميركية إيتل عدنان والفنّانة الفرنسية آن سلاسيك، كما أنجزتْ شريطاً في طنجة، عُرض في مهرجان برلين السينمائي. وقدّمت دروساً في "معهد برات" في بروكلين وفي برامج جامعتي نيويورك وكولومبيا في باريس، وحصلت على عدة جوائز شعرية، آخرها الجائزة الكندية "جائزة غريفن للشعر" (2020) عن ترجمتها ديوان إيتيل عدنان "زمَن".