إيفا غونزاليس.. في مرسم إدوارد مانيه

29 ديسمبر 2022
(إيفا غونزاليس بريشة إدوارد مانيه)
+ الخط -

دخلت إيفا غونزاليس، وهي ابنة الكاتب المسرحي والروائي الفرنسي إيمانويل غونزاليس، استوديو إدوارد مانيه في عام 1869، ولم تكن قد تجاوزت الاثنين وعشرين عاماً، حيث أرادت أن تصبح طالبة لدى أحد أبرز رموز الانطباعية آنذاك.

لم يُنظر إلى الفنانة الفرنسية (1849 – 1883) أبعد من كونها "الموديل" الذي رسمه مانيه، دون الاهتمام برسوماتها التي عُرضت بعد رحيلها بنحو عامين، وبدأ الالتفات إلى تجربتها إلى جانب فنانات فرنسيات أخريات هن: ماري كاسات ووماري براكيموند في مشهد يعجّ بالفنّانين فقط.

"اكتشف مانيه وإيفا غونزاليس" عنوان المعرض الذي افتُتح في الثاني والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في "الغاليري الوطني" بلندن، ويتواصل حتى الخامس عشر من الشهر المقبل، ليكون المعرض الأول ضمن سلسلة معارض ينظّمها الغاليري بهدف "النظر إلى لوحة واحدة من وجهات نظر جديدة وغير متوقّعة"، بحسب بيان المنظّمين.

يضع المعرض صورة غونزاليس في سياق أوسع من خلال تضمين بورتريهات رسمتها نساء من القرن الثامن عشر وصولاً إلى أوائل القرن العشرين، ومقارنتها باللوحات التي رسمها لهنّ زملائهنّ الفنانون من أمثال إليزابيث لويز فيجي لو برون (1755-1842)، وأنجليكا كوفمان (1741-1807)، وبيرث موريسو (1841-1895)، وألفريد ستيفنز (1823-1906)، ولورا نايت (1877-1970) وآخرين.

اللوحة التي رسمها مانيه لغونزاليس خضعت لفخص فني جديد من منظور مختلف، عبر استخدام مسح الأشعة السينية (XRF)، للكشف عن محاولات مانيه المتعددة لإعادة رسم وجهها بشكل متكرّر، وإعادة صبغ القماش والأثاث، ووضع الأشياء الأخرى في اللوحة في زوايا مختلفة، وحتى طلاء الأشياء غير المرغوب فيها في محاولة منه لخلق شعور بالعفوية، من أجل فهم العمل الذي رسمه الفنان لصديقته وتلميذته.

يوضّح المنظمون أن مانيه كان متردّداً في رسم إيفا، ثم في مناقشة لوحته علانية، لكنّ ذلك تغيّر بعد أن أكمل اللوحة عام 1870، كما يضيء تأثّر إيفا بمعلّمها مانيه قبل أن تُطوّر أسلوبها الشخصي في ما بعد، ويبرز ذلك في البورتريهات العديدة التي رسمتها لزوجها الفنان الغرافيكي هنري جيرار وشقيقتها جين غونزاليس، ورسمت أفضل لوحاتها قبل رحيلها بعام وهي ما تزال دون الرابعة والثلاثين.

المساهمون