إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتضمّن مؤلفات في التاريخ والدراسات الاجتماعية، كما تشمل الرواية والسيرة والترجمة.

■ ■ ■

إبان الحقبة الاستعمارية كانت بلدان أميركا اللاتينية تسمّى "الممالك الإسبانية" وتتبع "التاج الإسباني" حتى إعلان دستور عام 1869. يروي كتاب "نهاية الإمبراطورية الإسبانية في أميركا" للمؤرّخ الإسباني سيزاريو جارابو جوردان، الصادر عن دار "ألموزارا" كيف كان القرن التاسع عشر مسرحاً لعملية جيوسياسية كبيرة، بلغت ذروتها بتفكك إحدى أكبر وأفظع الإمبراطوريات في التاريخ، سواء بسبب امتدادها الجغرافي، أو مدتها الزمنية، أو بسبب الدور المناوئ الذي لعبته الإمبراطورية الإنكليزية التي لا تقل عنها فظاعة. 
 

"المطران بولس الخوري: أحداث ومواقف" عنوان كتاب صدر عن "دار نلسن" في بيروت، أعدّه إبراهيم الخوري، وحقّقه وقدّم له الباحث اللبناني الراحل مؤخراً جان دايه. يُوضّح دايه في مقدّمته أنّ "من يقرأ مقالات هذا الكتاب يجد أنه أمام محلّل سياسي عميق، ومحرّر صحافي متميّز، ومطران ثائر". ويتابع: "لم يكتف المطران (1921-2021)، بالكتابة في الصحف بل أصدر مجلّة باليونانية في أثينا، وحين عاد إلى لبنان أسس مجلة 'الأرثوذكسية' بدءاً من عام 1943". تمتاز كتابات الخوري بالإيجاز أو "اللمعة الأدبية"، ما وضع اسمه إلى جانب أدباء مثل الريحاني وجبران.

يقدّم الباحث الفرنسي إيمانويل تود، في كتابه "هزيمة الغرب" الصادر عن "دار الساقي" بترجمة محمود مرّوة، نبوءة جديدة بعدما توقّعَ سقوط الاتحاد السوفييتي منذ 1976، وهي سقوط الغرب. ولتبرير هذه النبوءة، يناقشُ تود الأزمات الاجتماعية والديموغرافية والثقافية القاتلة التي تعصف بالولايات المتحدة والدول الأوروبية. ويكشف فشل القيم الليبرالية التي قامت عليها المجتمعاتُ الغربية أمام صعود التطرف اليميني وقوى محافظة وتقليدية، مثل روسيا والصين، دون أن ينسى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، واحتدام المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط.
 

هناك صورة نمطية سائدة لثقافة الوشم، باعتبارها مرتبطة بعالم من الأشرار، ومع ذلك فقد كانت موجودة في الغرب ممارسة فنّية احترافية لقرون. بالاستعانة بأبحاث جديدة وأرشيفات خاصة غير منشورة تتألف من صور فوتوغرافية وفنية، يقدّم مؤرّخ الفنّ مات لودر، في كتابه "وشوم: تاريخ غير مروي للفنّ المعاصر" الصادر عن منشورات "جامعة ييل"، منظوراً جديداً لتاريخ الوشم التجاري في أوروبا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن فنّ الوشم كان يُمارَس منذ فترة طويلة، ويُكلّف به أفراد من مختلف التقسيمات الاقتصادية والجنسانية والطبقية.
 

ضمن سلسلة "نبش في الذاكرة"، صدر عن "المطبعة الوطنية" في مراكش بالتعاون مع "جمعية الأطلس الكبير" كتاب بعنوان "احميدة الباهري.. رحلة نغم، فارس من ذاكرة الأغنية الغيوانية - سيرة فنية 1972 - 2016" للباحث المغربي أنس الملحوني. الكتاب محاولة لفهم "الظاهرة الغيوانية" بما يتيح فهماً عميقاً لها ولمجموعات موسيقية غنائية مغربية مشابهة، ويسمح برصد سياقاتها السياسية والاجتماعية والثقافية، بدءاً من سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم، ودراسة المُنجز الشعري المتغنّى به خلال هذه الفترة، والبنيات الموسيقية، والمشاريع الغنائية الغيوانية.
 

"إسلام التنوير أم التشدُّد؟ قراءة في فكر مالك شبل" عنوان كتاب للأكاديمي والباحث اللبناني غي سركيس، صدر عن "دار الفارابي". يتناول العمل فِكر مالك شبل (1953 - 2016)، المفكّر الجزائري الفرنسي متعدّد الاختصاصات، والذي حاز أربع شهادات دكتوراه، في التحليل النفسي، والأنثروبولوجيا، والعلوم السياسية، وعلم الاجتماع، ووُصف بالكاتب المسلم الأغزر إنتاجاً؛ إذ بلغ عدد مؤلّفاته أربعين كتاباً. وذلك من خلال ثلاثة محاور: تعريف شبل بأسس الإيمان الإسلامي، ثمّ الملفّات "الجريئة" و"المُهمَلة" التي قدّمها في ‏مؤلّفاته، ثمّ الاقتراحات التي ‏طرحها لتحقيق إصلاح حقيقي.
 

للكاتب اللبناني مروان طراف، صدرت، عن "دار رياض الريّس للكتب والنشر"، رواية بعنوان "لعنة باب عكا". مرتكزاً على تواريخ ومعلومات حقيقية، يُضيء العمل الأثر النفسي والاجتماعي العميق للنكبة على الإنسان الفلسطيني، وكيف تشكّلت الهوية الفلسطينية في الشتات، من خلال قصّة عائلة مسيحية من عكا هُجّرت إلى رأس بيروت خلال النكبة. تختتم الرواية بطرح تساؤلات حول الهوية والانتماء، وكيف أنّ الزمن غيّر أساليب واهتمامات المناضلين، وكيف أصبحت قضية التحرير، في بعض الأحيان، رهينة للمصالح الشخصية والنزاعات الداخلية.
 

يجمع الباحث ريتشارد ج.لاين في كتابه "خمسون مُنظِّراً أدبياً بارزاً"، الصادر عن دار "التكوين" بترجمة باسل المسالمة، شخصيات مؤثرة في مجال الأدب للإجابة عن السؤال الآتي: من الذي يُعرِّفُ نظرية الأدب؟ رولان بارت، وجوديث بتلر، وجاك دريدا، وسيغموند فرويد، وإدوارد سعيد، إضافة إلى مجموعة من المنظرين من مختلف فروع المعرفة، يحاولون استطلاع نظرية الأدب بكل وجوهها، بدءاً من الحركة النسوية إلى حركة ما بعد الاستعمار، ومن مدرسة ما بعد الحداثة إلى التحليل النفسي، مقدمين مفاهيم وأفكاراً أساسية أغنت الدراسات الأدبية في القرنين الـ20 والـ21.
 

كتب

التحديثات الحية

إصدارات.. نظرة أولى