كثيرةٌ هي مُتونُ الفكر العربي والإسلامي التي كان الحُبّ موضوعاً لها، سواء على المستوى الفلسفي أو الأدبي أو حتى الفقهي؛ بل هناك ما يُشبه الاتفاق العمومي على أن البحث في هذه المؤلّفات متنوّع من حيث المناهج المُتَّبعة، أو الخُلاصات التي يقود إليها.
وتُمكن إعادة هذا الانفتاح على دراسة الحُبّ إلى عوامل مختلفة؛ كالتأثّر بالفلسفة اليونانية القديمة في مرحلة من المراحل، وحضور أفلاطون (صاحب محاورة "المأدبة"، التي تناول فيها موضوعة الحب) القوي في كتابات الفلاسفة والمتصوّفة المسلمين؛ بالإضافة إلى الحاجة المجتمعية والأدبية للتفكير في هذه الظاهرة.
"أوجه الحُبّ وتجلّياته" عنوان المؤتمر الذي يُعقد باللغتين العربية والفرنسية في "مركز لويس بوزيه لدراسات الحضارات القديمة والوسيطة"، والتابع لـ"جامعة القديس يوسف" في بيروت، يوم الخميس، الثلاثين من آذار/ مارس الجاري.
يهدف المؤتمر، حسب المنظّمين، إلى البحث في لغة وأفكار مجموعة من المتون التراثية؛ في محاولة للإجابة على سؤال: كيف تمّ التعبير عن الحُبّ في مجالات الأدب والتصوُّف والفلسفة في العصر الوسيط؟
يتضمّن المؤتمر الذي تبدأ أشغالُه عند العاشرة والنصف صباحاً، تسعَ أوراق بحثية لمجموعة مُحاضِرين وأكاديميّين لبنانيّين؛ على أن تسبق ذلك كلمةٌ تعريفية بالنشاط وأهدافه، ويقدّمها الباحثَان: نادين عباس وطوني قهوجي.
تبدأ الجلسة الأولى بمُداخلة للروائي ألكسندر نجار، تحت عنوان "الحُبّ العذري في العصور الوسطى"، متناولاً فيها المفهوم وأصوله ونماذجه الشعرية؛ أيضاً يقرأ جاد حاتم ورقته الموسومة بـ"النموذج المكافِئ للحُبّ الصوفي النقي: حالة مجنون ليلى"؛ على أن يَختتم الجلسة وليد خوري قارئاً في "الحُبّ على بساط المثنّى: غزارة المتن وخصوبة الصيغة".
أمّا الجلسة الثانية فتتضمّن ثلاثة أوراق أيضاً، هي: "رسائل الحُبّ والحرية" لجورج تامر؛ و"خطاب الحُبّ وتفكيكية رموزه عند ابن حزم الأندلسي، من 'طوق الحمامة' إلى 'الأخلاق والسير'" لأديب سيف؛ و"الحُبّ في العصر الوسيط بين العذرية والإيروتيكية والمسيحانية" تقدّمها ندى معوّض.
في حين يُختتم المؤتمر بجلسة أخيرة تشمل العناوين التالية: "الحُبّ والمحبة في كتابات الشيخ الروحاني يوحنا الدلياتي" لسليم دكّاش، و"العشق الصوفي ورحلة البحث عن المعنى" لنايلة أبي نادر، و"الحُبّ عند الفقهاء: قراءة في أدب ابن حزم وابن تيمية" لأحمد الزعبي.