"أهدني شجرة لموسم الأعياد".. توقيعات من طبيعة لبنان

13 ديسمبر 2022
(من المعرض)
+ الخط -

تبدو المعارض الجماعية فرصة للفنانين اللبنانيين للاجتماع، وخلق حوار تشكيلي في ما بينهم، بظلّ جوّ تسوده أزمات معيشية واقتصادية متعدّدة. مع ذلك يشهد الشهر الأخير من العام، وكما هو معتاد، جملةً من الفعاليات والأنشطة التي تبثّ شيئاً من الحيوية.

"أهدني شجرة لموسم الأعياد"، عنوان المعرض التشكيلي الجماعي الذي افتُتح في "غاليري جانين ربيز" في السابع من هذا الشهر، ويتواصل حتى السابع من كانون الثاني/ يناير المُقبل، بمشاركة كلّ من: حسين ماضي، ونبيل نحاس، وهانيبال سروجي، ومحمد الروّاس، ووسيم السعيدي، ونزار ضاهر، وفاطمة بحمد ولوليا.

اللافت في هذا المعرض، احتواؤُه على نُسخٍ من الاشتغالات الأصلية، بذات الجودة إنما تكلفتُها أقلّ، وهنا فرصة لا للتملّي بالنظر فحسب بل للاقتناء أيضاً، مع مراعاة الظرف المادي الذي يمرّ به الزائرون، على مختلف شرائحهم.

لا ينتظر المتلقّي طويلاً حتى يتلمّس العنصر الأساسي في الأعمال المعروضة، ألا وهي: الشجرة، بساطةُ العنونة وتزامنها مع موسم الأعياد لا يتطلّب أكثر من هذا الحضور لخُضرة ممتدّة، وتشابُكات مُظلّلة هي وحدها ما يمكن لها أن تتخلّل ذلك الامتداد.

وصحيحٌ أن الشجرة هي الرمز اللبناني المألوف، إلّا أنّ المشاركين قرأوها كلٌّ على طريقته، فجاءت توقيعاتهم وفقاً لرؤىً ومدارس مختلفة، راوحت بين الانطباعية والتجريدية.

الصورة
جانب من معرض - القسم الثقافي
(جانب من المعرض)

كذلك ينسحبُ التنوّع من المدرسي إلى اللوني، حيثُ التدرّجات البُنّية تُحيلُ إلى طبيعية المنظر وواقعيته في بداية الأمر، قبل أن تنقلب في مساحةٍ أُخرى فتصبح الألوان مرآة تعكس إشكالية التيار الذي تنتمي إليه اللوحة.

مع كلّ ما سبق ذكرُه من عناصر مشتركة جمعت هذه الأعمال، والاتفاق بينها على أن تقول شيئاً واحداً، إلّا أنّها في النهاية تُفصِحُ عن مقدار من الاختلاف والتنوّع يحفل به مشهد التشكيل اللبناني.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون