أصدقاء لغتنا: مع باتريتسيا زانيللي

12 مايو 2022
باتريتسيا زانيللي
+ الخط -

تقف هذه الزاوية عند مترجمي الأدب العربي إلى اللغات العالمية المختلفة؛ ما هي مشاغلهم وأسئلتهم وحكاية صداقتهم مع اللغة العربية. "أعتقد أنّ الشعر والقصة القصيرة من أفضل الأنواع الأدبية في الأدب العربي المعاصر"، تقول المترجمة الإيطالية لـ"العربي الجديد".
 

■ متى وكيف بدأت علاقتك باللغة العربية؟
في عام 1978 بدأت دراسة اللغة العربية والأدب العربي بـ"جامعة كا فوسكاري" بفينيسيا Ca’ Foscari University .of Venice

■ ما أول كتاب ترجمتِه وكيف جرى تلقيه؟
أوّل كتاب ترجمته من العربية إلى الإيطالية كان رواية "الطوق والإسورة" (1975) للكاتب المصري يحيى الطاهر عبد الله، ونشرت ترجمتي دار نشر صغيرة، ولم يحظ الكتاب باستقبال كبير في إيطاليا، لأن دور النشر الصغيرة لا تملك الموارد المالية الكافية لإعلان كتبها.

■ ما آخر إصداراتك المترجمة من العربية، وما إصدارك المقبل؟
آخر كتاب قمت بترجمته ونشره كان رواية "مذكرات دجاجة" (1943) للكاتب الفلسطيني إسحاق موسى الحسيني، ونشرت ترجمتي عام 2021. إصداري القادم سيكون مقالاً أكاديمياً عن ذات الرواية "مذكرات دجاجة".

القضية الفلسطينية ما زالت الأهم، وإنْ قلّ الحديث عنها في الغرب

■ ما العقبات التي تواجهك كمترجمة من اللغة العربية؟
الصعوبات الرئيسية التي أواجهها هي: 1) التكرار المعتاد في اللغة العربية، بينما التكرار غير معتاد وغير مقبول على نطاق واسع في الإيطالية، وخاصة في النصوص الأدبية؛ 2) فهم المعنى الدقيق لكلمة عربية في سياق معين، عندما يكون للكلمة نفسها معانٍ كثيرة.

■ نلاحظ أن الاهتمام يقتصر على ترجمة الأدب العربي وفق نظرة واهتمام معينين، ولا يشمل الفكر وبقية الإنتاج المعرفي العربي، كيف تنظرين إلى هذا الأمر، وما السبيل لتجاوز هذه الحالة؟
أعتقد أن هذا الأمر نابع من التحيّز الغربي تجاه الثقافة العربية الإسلامية، أي من ظاهرة الإسلاموفوبيا المرتبطة بالعلاقات السياسية الصعبة أو المعقّدة بين الغرب والعالم العربي الإسلامي. المشكلة الأساسية هي العنصرية المنتشرة في المجتمعات الغربية، والإعلام الغربي يلعب دوراً هامّاً في هذا الصدد. بالطبع، ترغب دور النشر في بيع الكتب التي تنشرها، وفي إيطاليا   -وفي الغرب بشكل عام- هناك عدد محدود فقط من دور النشر الصغيرة، على استعداد لنشر كتب من المؤكد أنها لن تحصل على استقبال كبير بسبب هذه التحيزات. للتغلب على هذه المشكلة سيكون من الضروري التغلب على العديد من المشاكل السياسية القديمة. ما زالت القضية الفلسطينية مهمّة في ما يخص العلاقات بين الغرب والعالم العربي، حتى لو كانت وسائل الإعلام الغربية، اليوم، تتحدث عنها أقلّ بكثير مما كانت عليه في الماضي. يركّز الإعلام الغربي الآن بشكل أساسي على الهجرة إلى الغرب، وعلى الحركات الإسلامية المتطرفة الرجعية؛ والمجتمعات الغربية مهتمّة قبل كل شيء بالقضايا البيئية.

■ هل هناك تعاون بينك وبين مؤسسات في العالم العربي أو بين أفراد، وما شكل التعاون الذي تتطلعين إليه؟
لا، ليس هناك تعاون بيني وبين مؤسّسات في العالم العربي أو بين أفراد. أتطلع إلى التعاون الثقافي بشكل عام، وليس في مجال الترجمة فقط.

الأدب العربي ينقل رسالة إنسانية تختلف عمّا يقدمه الإعلام الغربي

■ ما المزايا الأساسية للأدب العربي، ولماذا من المهم أن يصل إلى العالم؟
يتحدث الأدب العربي، مثله مثل أي أدب آخر، عن الإنسان. يصف النص الأدبي تجارب الناس الحياتية ومشاعرهم وعواطفهم وتطلعاتهم وحالاتهم النفسية، وبالتالي ينقل رسالة إنسانية عالمية. بشكل عام، يقدّم الأدب العربي صورة للمجتمعات العربية تختلف عمّا تقدمه وسائل الإعلام الغربية. لذا، من المهمّ أن تصل هذه الآداب إلى العالم، ولا سيّما إلى الغرب. بالطبع، يجب أن يكون النص الأدبي ذا قيمة جمالية، وإلّا فلن يقرأه القرّاء. أعتقد أنّ الشعر والقصة القصيرة من أفضل الأنواع الأدبيّة في الأدب العربي المعاصر. لا يوجد وكلاء أدبيون في العالم العربي، وسيكون وجود هؤلاء المحترفين ضرورياً قبل كلّ شيء لتطوير الرواية العربية.


بطاقة
Patrizia Zanelli مترجمة وأكاديمية إيطالية، تدرّس الأدب واللغة العربيين في "جامعة كا فوسكاري" في البندقية (فينيسيا)، وعضو في "الجمعية الأوروبية للأدب العربي الحديث" (EURAMAL) وكذلك في "معهد كارلو ألفونسو نالّينو للشرق" في روما. نقلت من العربية إلى الإيطالية عدّة أعمال، من بينها: "مذكّرات دجاجة" (2021) لإسحق موسى الحسيني، و"الخريف، هنا، ساحرٌ وكبير" (2013) لجولان حاجي، و"وردة" (2005) لصنع الله إبراهيم. أصدرت كتاباً تعليميّاً حول اللهجة المصرية (2016)، وشاركت، مع كلّ من باولو برانكا وباربارا دي بولي، في تأليف "ابتسامة الهلال: الفكاهة والتهكّم والهجاء في الثقافة العربية" (2011).

أصدقاء لغتنا
التحديثات الحية
المساهمون