أحمد يسري.. سؤال العنف والثورات على المسرح
في عام 1948، نشر جان بول سارتر مسرحية "الأيدي القذرة" التي تتكئ على أحداث حقيقية وقعت في روسيا في بداية القرن الماضي، وتحضّ على العنف الثوري من أجل التخلص من الخونة والتحرّر من الاستبداد، حيث لا طريق أخرى لتحقق ذلك، ما اضطره لاحقاً إلى التراجع عن فكرته ورفض عرضها مرة أخرى.
في الردّ على سارتر، أصدر ألبير كامو مسرحية "العادلون" سنة 1949، حيث أعاد كتابة قصة الاشتراكيين الثوريين الروس الذين اغتالوا الدوق الأكبر سيرغي ألكساندروفيتش في عام 1905، بمنظور جديد يجعلهم يستاؤون من لجوئهم إلى القتل والإرهاب أداة لتحرّرهم.
على خشبة "مسرح الغد" في القاهرة، يقدّم المخرج المصري أحمد يسري عند الثامنة من مساء اليوم الأربعاء مسرحية "عادلون؟" المقتبسة عن نصّ كامو، والتي يعاد عرضها في الموعد نفسه غداً الخميس ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري.
يركّز العرض على الحوار الذي يجمع منظّمة تخطّط لقتل الطغاة، حيث تسعى كل شخصية من المنظمة إلى تنفيذ العدالة من وجهة النظر الخاصة بها، وتتصاعد الأحداث والصراعات بين الشخصيات، لينحاز المخرج في نهاية عمله إلى فكرة أن العدالة تتحقق بشرف وحرية وحب وليس عن طريق القتل أو العدائية.
تروي المسرحية في خمسة فصول أحداثاً تجمع شخصية "بوريا" قائد المنظمة والأكبر سنا وخبرة، و"يانك" الذراع الأيمن لبوريا ومنفذ العمليات والاستطلاعات، و"دورا" المسؤولة عن تصنيع القنابل، و"أليكس" وهو المسؤول عن رسم الخطط والخرائط، و"ستيبان" وهو الشخص العنيف المنضمّ حديثاً إلى المنظمة.
في إطار فلسفي، يهدف العرض إلى مناقشة عدالة القتل موظّفاً مقولات روحانية مضادّة لـ"الأيدي القذرة" وهو المفهوم الذي طرحه سارتر وانتقل إلى السياسة والفكر، لكن يظّل السؤال مطروحاً حول معنى "الإيمان" بوجود إله يحقق العدل الذي لا سلطة للبشر في تحقيقه، وإسقاطها على لحظة تاريخية ثورية لا هوادة فيها.
المسرحية من إعداد خالد توفيق ومحمد رزق، وديكور وملابس إسلام جمال، وتصميم إضاءة وليد درويش، وماكياج خلود أبو العينين، تصوير وغرافيك عمرو ميكانو، إلى جانب المخرج المساعد عصام محمد، والمخرج المنفذ عبد الرحمن خلاف، وأداء كلّ من الممثلين: مصطفى العوضي، وإبراهيم هيكل، ومصطفى ناصر، وليلى عبد القادر، وأحمد سعد، وساجد النيلي، ومحمد رزق، ومحمد جمعة، وعمر ياسر، ومصطفى سعد، ومحمد نصر، ومازن هاني، وآلاء الحلوجي.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
