أحمد عاشور.. رحيل عن الحلم السيمفوني

30 يناير 2021
عرض سيمفوني من المسرح الروماني في الجم
+ الخط -

قبل عقود عقود قليلة، كان يُنظَر إلى الموسيقى السيمفونية كمادة خالصة للغرب رغم محاولات كثيرة في بلدان غير أوروبية. يبدو الوضع وقد تغيّر اليوم، خصوصاً في العالم العربي، حيث لا يكاد يوجد بلد لا يملك اليوم فرقة متخصصة في الموسيقى السيمفونية.

هكذا هو الحال في تونس، والتي نجد فيها اليوم قاعدة جماهيرية موسّعة لهذا النمط الفنّي، وهو ما يشهد عليه تعدّد العروض وأيضاً الحضور الجماهيري المكثف فيها. لم يأت هذا الاهتمام من فراغ، بل يعود إلى جهود ومثابرة عدد من الموسيقيين، ولعلّ أبرز من سهر على تأصيل الموسيقى السيمفونية في تونس هو أحمد عاشور الذي رحل عن عالمنا أمس.

وُلد عاشور في 1945 في مدينة حمام الأنف، بالقرب من تونس العاصمة، وتحصّل على "ديبلوم الموسيقى العربية" وكان أحد أبرز عازفي الكمان في جيله. درس أيضاً الحقوق، لكنه قرّر لاحقاً العودة للموسيقى فانتقل إلى باريس حيث تحصل على شهادة قيادة الأوركسترا.

منذ عودته إلى تونس، بدأ حلم عاشور بتأسيس أرضية تقف عليها الموسيقى السيمفونية من عازفين ومدرّسين وصولاً إلى تعويد الجمهور على مثل هذا النوع الفني البعيد عن ميولاته المكرّسة.

كانت الخطوة الحاسمة في مسيرة عاشور هي تأسيس "الأوركسترا السيمفوني التونسي" والذي قاده لعقود طويلة من 1979 إلى 2011، وهي فترة جرى فيها تقديم معظم التراث الكلاسيكي الأوروبي من باخ إلى برامز، وبداية من التسعينيات غامر عاشور باقتراح حفل كل شهر، لكن ردود فعل الجمهور كانت إيجابية، كما لا تخفى الرعاية التي حظي بها من وزارة الثقافة.

أحمد عاشور

 من جهة أحرى، ارتبط اسم أحمد عاشور بـ"مهرجان الجمّ الدّولي للموسيقى السيمفونية" منذ إطلاقه في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وقد وجد فيه فرصة لاحتكاك العازفين والموسيقيين التونسيين بأكبر الفرق العالمية، كما استفاد من الفضاء المكاني للمسرح الروماني بالمدينة، وهو أكبر معلم روماني خارج إيطاليا، لجذب جمهور من بلدان قريبة مثل فرنسا وإيطاليا والنمسا وألمانيا.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون