آرثر تيموثي.. أرشيف من أرض موعودة

21 ديسمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

يقارب التشكيلي آرثر تيموثي (1957) أرشيفه العائلي من صور وذكريات في محاولة لفهم التغيّرات الاجتماعية والسياسية التي عاشتها بلدان غربي أفريقيا بعد الاستعمار، وهو المولود لأب من سيراليون وأم غانية، وتأمَّلَ تقلبات الزمن وأثرها على أسرة عاشت في الوطن والمنفى.

في معرضه السابق "يدا الجدّة" الذي أقامه العام الماضي، استعاد الثورة التي اندلعت في بلاده خلال الخمسينيات وحقّقت استقلاله بعد عدّة سنوات، وكانت اليدان الباعثَ لتحويل الفوتوغراف إلى لوحات زيتية تحتوي مشاهد يومية تمتّد لأكثر من خمسين عاماً.

"بطاقات بريدية من أرض موعودة" عنوان معرض تيموثي الجديد الذي افتُتح في التاسع من الشهر الجاري في "غاليري 1957" بلندن ويتواصل حتى الثامن والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2023، ويضمّ أعمالاً تصوّر الناس والهندسة المعمارية وجمال الطبيعة لسيراليون، دون فصلها عن تاريخ بلاده وتشكّل الأمة في دولة حديثة وآمالها.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يرسم الفنان سلسلة من صور العطلات العائلية التي تمّ التقاطها منذ عام 1985 حتى يومنا هذا، وهي تقدّم سيراليون كدولة في حالة تجديد مستمرّ، حيث تظهر المباني المهجورة في كنف الطبيعة، جنباً إلى جنب مع الناس الذي يسيرون في الشوارع ويذهبون إلى الكنيسة ويتنقلّون في المكان.

لكن في هذا المعرض، يركّز تيموثي "بشكل متزايد على الطبيعة، و"يحتفل بجمال سيراليون وقدرتها على مواجهة الشدائد"، بحسب بيان المنظّمين، الذي يشير إلى أن الأعمال توثّق سيرة العاصمة السيراليونية؛ فريتاون، وهي مدينة أسّسها عام 1792 العبيد الأميركيون الذين نالوا حرّيتهم بعد استقلال الولايات المتّحدة.

الصورة
من المعرض
من المعرض

تحتفي اللوحات بجمال الطبيعة التي احتضنت النضالات في أعقاب العبودية والاستعمار وفيروس الإيبولا والحرب الأهلية التي اندلعت في مطلع التسعينيات واستمرّت حتى بداية الألفية الثالثة، حيث يختزل تيموثي أحلام وإخفاقات "الأرض الموعودة" التي قدمتها فريتاون للنازحين الذين أسّسوها.

يلفت الفنان في تقديم المعرض إلى أن "الطبيعة هي نوع من التهامِ كلّ شيء"، وفي كل عام تقريباً على المرء إعادة بنائها أو إعادة رسمها، وهذا تذكير آخر بحالة التحوّل المستمرّ في البلاد، وهو تحوّلٌ قد يعني انتصاراً للجمال على المعاناة.

المساهمون